لا يوجد رأيان في أن ما يسمى بالانتخابات الرئاسية السورية، ما هي إلا عبارة عن مسرحية هزلية، بطلها رئيس النظام الدموي بشار، والمرشحون الصوريون هم «الكومبارس»، ووقود الانتخابات التي سماها المعارضون السوريون بأنها انتخابات الدم هو «التومان الإيراني» الذي سيضخ ملالي قم الملايين لدعم عميلها في دمشق، أما مشرفو ومسوقو الانتخابات سيكونون من مليشيات حزب الله وشبيحة الأسد والروس الذين باعوا مبادئهم وقيمهم من أجل حفنة من الدولارات. وأما صناديق الاقتراع فستكون البراميل المتفجرة التي أهلكت النسل السوري وحولت الشعب المناضل لفحم يصعب التعرف عليه. وبقدر ما يعلم الجميع أن نتائج الانتخابات المزعومة معروفة سلفا لجهة فوز الطاغية الأسد، نتأسى على تخاذل المجتمع الدولي ليس فقط على عدم التحرك لإنقاذ الشعب السوري، بل لمشاهدة هذه المسرحية حتى تنتهي ويظهر بشار الدموي كرئيس مرة أخرى على حساب جثامين المناضلين السوريين، ويستمر القتل والتدمير والفساد في الأرض السورية من جديد. وعلى المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل أن يتحمل المسؤولية كاملة وأن يعمل بجدية لوضع حد لمأساة الشعب السوري، وأن يمهد الطريق أمامه ليعيش بحرية وكرامة في سوريا بلا بشار ومليشيات حزب الله ولا باسيج طهران. ولتحقيق ذلك، على المجتمع الدولي مساعدة الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بما يحتاج من دعم لوجستي عسكري نوعي للإجهاض على «انتخابات الدم» التي حدد موعدها في الثالث من يونيو، ووأد مسرحية النظام التي ستجري على وقع البراميل المتساقطة على بيوت الآمنين، ورائحة الكلور السام في رئات الأطفال، وغارات الطائرات، والعواصف التي تضرب خيام ملايين السوريين اللاجئين في العراء. إن الانتخابات الرئاسية السورية تعتبر أكبر مهزلة في تاريخ العالم المعاصر، وفي حال استمرار التقاعس الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والسماح ببقاء النظام الاستبدادي الأسدي في السلطة حتى يوينو المقبل، فإن من شأن ذلك أن ينسف كل الجهود من أجل إيجاد حل لمأساة الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته منذ ثلاث سنوات، وسيساهم في قتل طموحاته وتطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية، وسيعطي شرعية كاذبة خادعة للنظام لكي يستمر في قتل الشعب المناضل.