قرأت للأستاذة عزيزة المانع مقالا بعنوان: (خليك بالبيت)، ولا شك أنه مقال مربك ومحرج بامتياز، وأقتطف لكم بعض سطوره التي تقول فيها: هل ثمة امرأة لا تحس بالقهر حين تكون مرتبطة بموعد ما ثم لا تجد سائقا يأخذها إلى حيث تريد؟ هل ثمة طالبة لا تحس بالغصة وهي ترى الدقائق تعبر سريعة أمامها بينما هي واقفة في مكانها لا تستطيع مغادرة البيت لحضور الاختبار بعد أن دخل السائق في غيبوبة سكر فجائية؟ هل ثمة أم لا تموت رعبا وهي تحمل طفلها المصاب بين يديها مرتبكة لا تدري ماذا تفعل بعد أن اختفى السائق فجأة بلا إنذار؟ وهناك فرق بين أن تحتاج السائق للترف وطلب الراحة، أو أن تحتاجه للضرورة مسافة أبعد مما بين السماء والأرض، ولا ينبئك مثل خبير!! هل غابت هذه الحقيقة عن ذهن وزارة العمل حين قررت إيقاف نقل كفالة السائق الخاص؟!! أم أن ذلك لا يشمل السائقين في المنازل؟ أجدني متحيرة أمام هذا الخبر. وفي الوقت نفسه، الأنظمة ذاتها لا تسمح للمرأة بأن تقود سيارتها، فماذا تفعل متى فاجأها السائق بالهرب أو بالإضراب أو أصابه مرض أو حادث يعيقه عن العمل؟.. انتهى. وقد رد عليها أحد القراء قائلا: وزارة العمل على حق في عدم نقل كفالة السائق الخاص، وتشكر على هذا، فهناك من يغري بعض السائقين بزيادة الراتب ويبدأ بالملعنة والعصيان والتأخر بالذهاب والإياب ليمل منه كفيله، ويحصل على النقل.. انتهى. الواقع يا استاذة عزيزة إنني محتار مثلك، والآن خطر على بالي المثل الشعبي القائل: (ان رفعتها بالشارب وان طمنتها باللحية)، أو المثل الشامي: (بين حانا ومانا ضيعنا الحانا). بمعنى أنك لو أتيت مرغمة بسائق ليس على كفالتك سوف تغضبين وزارة العمل، ولو أنك سقت سيارتك بنفسك سوف تغضبين وزارة الداخلية على حد قولك . وأقول لك: إن غضب هاتين الوزارتين مقدور عليه ويا زينه، ولكن (الشق والبعج) هو غضب خفافيش الظلام، ولا شك أنك تعرفينهم ولا أقول تهابينهم. المؤكد أننا من هذه الناحية نعيش وضعا فريدا لا يوجد له مثيل في أي دولة من دول العالم بما فيها الدول الإسلامية، ولكن كيف تحل هذه المعضلة أو (الحزيرة)؟!، فالعلم عند الله وحده.. ولا أملك إلا أن أقول لك: مالك إلا الصبر، وخليك جالسة بالبيت، ومن المستحسن أن تكون يدك تحت حنكك، وأمامك كأس من الماء البارد.