رغم أن جميع المسحات الطبية التي أجريت للدكتور عبدالرشيد ياسين استشاري الجراحة في مستشفى الملك فهد بجدة أظهرت سلبية إصابته بفيروس كورونا، إلا أن جميع الأعراض التي ظهرت عليه واستدعت تنويمه وعزله كانت أعراض «كورونا». د. ياسين روى ل«عكاظ» تفاصيل ما حدث قائلا: في بداية انتشار واكتشاف حالات «كورونا» بمستشفى الملك فهد وبحكم ترددي على الطوارئ بشكل دائم لمعاينة المرضى يبدو أنني اكتسبت العدوى الفيروسية، حيث بدأت الأعراض كسخونة وحينها تناولت المسكن إلا أن هذه الحرارة لازمتني رغم كل المحاولات الدوائية التي لجأت إليها، حينها هاتفت زملائي في المستشفى وشرحت لهم حالتي فطالبوني بمراجعة الطوارئ فورا خصوصا أن الأعراض بدأت تتزايد، وهناك تم أخذ العينات التي جاءت معظمها سلبية من فيروس كورونا، ربما لكون الفيروس في فترة حضانة أو أن المسحة أخذت بطريقة غير صحيحة، إلا أن جميع الأعراض الأخرى كالتهاب الصدر واستمرار السخونة وانخفاض المناعة والإسهال والاستفراغ كانت أعراض كورونا فتم عزلي وتقديم العلاج المضاد للفيروسات والبكتيريا، وبالفعل بدأت حالتي تتحسن تدريجيا بعد أن لازمت السرير الأبيض أسبوعين. ويضف د. ياسين «الحمدلله خلال فترة العلاج ركزت أيضا على التداوي بالطب النبوي بتناول العسل والحبة السوداء وماء زمزم، وكلها ساعدت على تقوية مناعتي، وبدأت بالفعل أتحرك في الغرفة وأتواصل مع المجتمع بعد أن منعت كل أهلي وأقاربي وأصدقائي من زيارتي في المستشفى حفاظا على صحتهم خصوصا أن فيروس كورونا كان في أوج نشاطه في تلك الفترة، وبالتالي سهولة اكتساب العدوى». سألناه: هل كنت ترتدي الكمامة عند معاينة المرضى في الطوارئ؟. فأجاب: منذ أكثر من 15 سنة ونحن نشخص حالات في الطوارئ، ونتخذ كل الاحتياطات اللازمة، ولم يحدث أن تعرض ممارسون صحيون لعدوى فيروسية كما حدث في «كورونا»، وهو ما يفسر أن هذا الفيروس المبهم في خصائصه قوي وقاتل، فالمرض على مستوى المملكة والشرق الأوسط لم يكن معروفا من قبل، كما أن طرق انتقاله مازالت في طور البحث والدراسات، إلا أن الترجيحات الطبية بينت أن أهم طرق انتقاله الآن هي الرذاذ أو المخالطة المباشرة مع المريض المصاب، وهذا يعلل زيادة انتشار الحالات بين الممارسين الصحيين، لذا فإنه ليس أمامنا الآن سوى اتخاذ كل الوسائل الوقائية والتدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية والنظافة الشخصية وغسل اليدين وارتداء الكمامة لمنع اكتساب العدوى سواء كورونا أو غيره، وكما أشرت فإن الفيروس يتميز بخاصية شرسة قاتلة إذا لم يصل المريض مبكرا إلى المستشفى، ومن هذا المنطلق أنصح الجميع بعدم التساهل عند الشعور بارتفاع الحرارة ويجب التوجه فورا للمستشفى لأن العلاج المبكر يساعد كثيرا على الشفاء وتجاوز مرحلة الخطر.