رغم أهمية التقارير التي رفعتها إدارات الدفاع المدني في بعض مناطق ومحافظات المملكة للأمانات والبلديات، والتي تحذر من خلالها من خطورة عبارات السيول داخل المدن التي تحولت إلى مرمى للنفايات ومخلفات البناء، إلا أن هذه الأمانات والبلديات لم تحرك ساكنا، ما أدى إلى إغلاقها لتتحول السيول إلى داخل الأحياء وتجرف ما تواجه في طريقها من بشر وسيارات. - لعل الأمطار المتوسطة التي هطلت مساء أمس الأول على العاصمة المقدسة، قد كشفت لنا جانبا من هذه العبارات التي لا زالت بعيدا عن تجاوب الأمانة، وتسببت في كثير من الخسائر المادية، وبث الرعب في نفوس سكان الأحياء وبخاصة الأطفال والنساء الذين هربوا إلى الشوارع بحثا عن ملاذ آمن. - ولأن هذه العبارات داخل المدن مغلقة وخطورتها لا زالت قائمة، فإن الوضع يحتاج إلى تحرك عاجل من وزارة الشؤون البلدية والقروية، ليس من أجل معالجة أوضاعها وإزالة خطورتها فحسب، وإنما لمحاسبة من تهاونوا في فتحها، وتحميلهم مسؤولية عدم صيانتها بصفة مستمرة حفاظا على الأرواح والممتلكات. - يبدو أن بعض الأمانات والبلديات لا تدرك خطورة ما يردها من جهات الاختصاص وتحديدا من الدفاع المدني، فتتعامل مع التحذيرات والتقارير بنوع من اللامبالاة، ولا تتحرك إلا بعد معاناة المواطن والمقيم وبعد أن يقع الفأس في الرأس، وهذا أمر في غاية الخطورة، ولا يتماشى مع توجيهات القيادة بإزالة مكامن الخطر عند هطول الأمطار وجريان السيول. - إذن، نحن أمام مشكلة تسمى «عبارات المدن»، إن لم يتم فتحها بالكامل، فستكون الأحياء بما فيها من منازل في مرمى الخطر، ولعل أولى الخطوات معالجة أوضاع هذه العبارات في أحياء العاصمة المقدسة والمراكز المحيطة بها، بعد أن ثبت بأنها –أي العبارات- كانت سببا في تحويل الشوارع إلى مجرى للسيول.