أصبح من سمة الطلاب استثمار أوقات الخروج المبكر من الجامعات والكليات في تفريغ طاقاتهم من خلال هوايات خطرة، نتيجتها في كثير من الأحيان الموت أو إصابات بليغة جراء الحوادث الشنيعة نتيجة السرعة الزائدة. وتبرز هواية التفحيط أو الهجولة كما يحلو لعشاقها تسميتها، كأقدم وأخطر هواية حيث من أصولها قيادة المركبة بسرعة جنونية ثم تغيير اتجاهها طولا أو عرضا في شوارع على أطراف المدن أو داخل الأحياء، فيما أحدثها «الدرفت»، وأكثرها احترافية السير بمركبة رباعية الدفع على إطارين على أن يقوم من بداخلها باعتلاء جنبها وفك وتركيب إطاراتها دون أن تلامس الأرض، وأوسطها شهرة صعود الكثبان الرملية المرتفعة بأنواع مختلفة من السيارات ويسمى بين الشباب ب «التطعيس». التفحيط أكثرها قتلا ويعتبر مفحط تائب -فضل عدم ذكر اسمه درءا للإحراج- أن كل الهوايات في كفة وهواية «التفحيط» في كفة أخرى من حيث تحولها إلى ظاهرة مقلقة، إضافة لصعوبة تنظيمها وكثرة ضحاياها وتجاوزها إلى ترويج مخدرات وتراشق بالرصاص وتفاخر بالأنساب، موضحا أن الهاوي يلتحق بالميادين ليتدرب حتى إذا أتقنها مارسها خارجيا، رغم أن الميادين لا تشبع رغبة «المفحط» الذي يمارس التفحيط في الشهر أكثر من مرة ولا تمنحه الشهرة بسرعة، وأضاف إن غالبية المفحطين موظفون أو طلاب مدارس وجامعات. فيما يرى الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب نزار الصالح أن تحرك الجهات المعنية لتنظيم مواقع للشباب لتفريغ هواياتهم بإشراف فريق متخصص، يساعد على احتوائهم وتطوير قدراتهم، وهذا ما دفع المختصين للدعوة إلى تنظيمها وتشجيع المستثمرين للخوض فيها والحد من طاقات الشباب المهدرة، من خلال إنشاء الأماكن المناسبة للشباب مع تطبيق القانون. ويشير الاستشاري النفسي والتربوي طارق السلمي إلى أن التفحيط من وسائل التعبير عن وسط غير راض عنه، ويتفق الكل على أن الدافع الرئيسي هو حب الشهرة والاستمتاع بالمغامرة وإدمان نشوة الانتصار، ويرى السلمي أن انعدام الرعاية التربوية والفراغ والبطالة تلعب دورا مهما في ذلك، وأضاف: «حسب إحصائية إدارة المرور العام فإن عدد المفحطين الذين تم القبض عليهم في العام الماضي بلغ 964 مفحطا، 719 منهم على مقاعد الدراسة و257 دون عمر 16 عاما». في حين أكد مصدر مسؤول برعاية الشباب على استحداث توجه جديد للرئاسة لتفادي مشاكل الشباب، بتشكيل عدة لجان شبابية في المناطق وإدارة تواصل شبابي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي هدفها معرفة ماذا يريد الشباب من رعاية الشباب.