رغم إعلان الشؤون الصحية بمنطقة القصيم، عن افتتاح برج بريدة المركزي في غضون أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوعين، ليطوي انتظار السنوات الطوال، إلا أن الفرحة لم تجتاح أهالي بريدة، مؤكدين مخاوفهم أن يكون الافتتاح كالرماد في العيون -كما وصفوه- ولامتصاص انتقادهم لتأخر الافتتاح. ويعيش الأهالي معاناة كبيرة في ظل احتياج مدينة بريدة لمستشفى آخر، نظرا لعدم قدرة مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة على مواكبة أعداد المراجعين، بسبب محدودية قدراته الاستيعابية وتوافد العديد من المواطنين من قرى ومراكز ومحافظات المنطقة بالإضافة للمناطق القريبة، حيث تردد في الأوساط المجتمعية عدم وجود تجهيزات كافية للمبنى الجديد، وترهل في الأجهزة القديمة التي تم نقلها من المبنى القديم، كما أن هناك قلة في عدد الأيدي العاملة من كوادر طبية وتمريضية. لكن عبدالله السهلي الذي سارع بمباركة الافتتاح الوشيك للمبنى، اعتبره أمنية تحققت لمدينة تعاني كثيرا من ندرة المستشفيات الحكومية والتي لا يوجد في بريدة سوى ثلاثة مستشفيات لمنطقة عدد سكانها يتجاوز مليونا ونصف المليون نسمة، وتخدمهم هذه المستشفيات الثلاثة، أحدهما للولادة والأطفال وبسعة سريرية لها لا تتعدى ألف سرير، لذا فالأمل في تنفيذ مستشفيات أخرى بالمنطقة، كما نتمنى أن يكون التشغيل على قدر الانتظار الطويل بحيث تكون التجهيزات مكتملة دون تعطيل أو تأخير في ظل التسريبات التي تشير إلى وجود عجز بعدد الموظفين والعاملين في المبنى الجديد الذي يفوق المبنى السابق سعة واستيعاب، كما أن الأجهزة الموجودة تعتبر من المبنى القديم والذي أكل عليها الدهر وشرب، ويجب أن يكون كل ما في المستشفى بالذات الأجهزة الطبية على قدر المبنى بحيث تكون حديثة وتليق بحجم العمل الإنشائي للبرج. ويطالب أحمد الدخيل المديرية الصحية في القصيم بالشفافية والعمل على كشف الحقيقة للمواطنين في حالة عدم اكتمال البرج لاستقبال المراجعين والذي إذا تم التأكيد على عدم الجاهزية التامة فهي فرحة ما تمت ويجب على المسؤولين سرعة العمل والتنفيذ في ظل الاحتياج الكبير للبرج الذي يعتبر بارقة أمل للمواطنين لتخفيف الضغط عن مستشفى الملك فهد التخصصي، واعتقد أن إضافة دماء جديدة من كوادر إدارية وطبية وفنية أمر هام في مبنى شيد بملايين الريالات، ويستحق أن يكون بحجم ما تم الإنفاق عليه، والاستفادة من أخطاء الماضي مطلب، ونناشد بالعمل على توسيع دائرة المستشفيات وتخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى في الرياضوجدة وبقية المدن، بحيث التوزيع العادل للمستشفيات يضمن جودة وتقليل للضغط على بعض المستشفيات ومنطقة القصيم تعاني من قلة المستشفيات المتخصصة. وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم أعلنت أنه بدأ تشغيل مستشفى بريدة المركزي الجديد مرحليا على أن تكتمل مراحل التشغيل خلال 15 يوماً القادمة، وذلك بعد أن اطمأن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور صلاح بن محمد الخراز على سير العمل بالأقسام التي تم تشغيلها وهي الأقسام الإدارية والأشعة والمختبر والعلاج الطبيعي والتغذية والمغسلة وثلاجة الموتى حيث تم الانتهاء من تجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية وفق أعلى المواصفات والمعايير العالمية سعيا لتوفير خدمة طبية نوعية متطورة وسط منظومة طبية من الخدمات العلاجية المتكاملة. واعتبر الدكتور الخراز أن تشغيل برج بريدة الطبي تتويجا لمتابعة صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسمو نائبه وتظافر جهود فريق العمل بصحة القصيم، لافتا بأن البرج الطبي الجديد طاقته الاستيعابية 400 سرير ويتربع على مساحة أكثر من 50 ألف م2 وبلغت تكاليف إنشائه مع التجهيز الذي تم على عدة مراحل حوالي (381.215.441) ريالا، حيث تم تصميمه على أحدث طراز معماري فريد، وتم تجهيزه بأجهزة طبية متقدمة تتواكب مع التقدم الطبي والعلمي والتقني. وتم تصميم جميع الأقسام حسب المعايير العالمية لتوفير خدمات طبية عالية الجودة، فضلا عن غرف التنويم التي روعي في استيعابها أقل عدد ممكن التنويم كأقصى طاقة لها ثلاثة مرضى، لضمان راحة للمرضى المنومين، إضافة إلى غرف تنويم عزل تام مفردة للأمراض المعدية. وأكد الدكتور الخراز أن قسم الغسيل الكلوي المستشفى يضم 50 وحدة تنقية دموية من أعلى المواصفات وأحدث الموديلات، كذلك يوجد به ست غرف عمليات جراحية رقمية مدمجة، مزودة بأحدث ما توصلت إليه التنقية، لإجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، بجودة عالية متقنة وأجهزة أشعة حديثة ومتطورة، لافتا بأنه تم تخصيص 30 سريرا حديثا للعناية المركزة، حيث تم تصميمها بمواصفات عالمية ستسهم في رفع السعة السريرية للعناية المركزة بالمنطقة. كما تم تخصيص أربع غرف في العناية المركزة معزولة عزلا كاملا مخصصة للمرضى الذين لديهم أمراض معدية، لضمان عدم انتقال أي عدوى للمرضى الآخرين، موضحا بأن المستشفى الجديد يوجد به أنظمة إلكترونية حديثة تطبق لأول مرة، كنظام الشفط لإعادة غسيل وتعقيم جميع أدوات ومستلزمات بشكل تقني عبر ممر خاص لها لضمان التحكم بالعدوى ومنع انتقالها لأي قسم، إضافة إلى أنه تم تخصيص مصاعد للخدمات العامة للمستشفى، بخلاف المصاعد المخصصة للمراجعين والمرضى والزوار، بالإضافة إلى الأنظمة الإلكترونية في السجلات الطبية وبقية الأقسام. وبين الدكتور الخراز أن جميع الأقسام من المختبر والصيدلية والأشعة والعيادات والطوارئ، تم تجهيزها بإشراف شركات عالمية، وأجهزة حديثة الموديل، تتوافق مع المعايير العالمية، مثمنا اهتمام وحرص المواطنين الذين كانوا يترقبون تشغيل المستشفى، مشددا بأن صحة القصيم كانت تحرص أن تواكب تجهيزات المستشفى مع آخر ما توصل إليه الطب الحديث في مجال الخدمات الطبية، إضافة إلى أنه تم دعمه بكوادر طبية مؤهلة، وتدريب الفنيين والأخصائيين على التعامل مع التجهيزات الطبية الحديثة التي تضمن تقديم خدمة صحية مميزة للمواطنين والمقيمين في هذا الوطن الغالي، سائلاً الله العلي القدير أن يكون هذا الصرح عاملا مساعدا لخدمة المريض والمواطن والمقيم وأن يقدم خدمات صحية وتوعوية ووقائية على الشكل الأمثل راجيا من جميع المواطنين المستفيدين الاستفادة المثلى من هذه الصروح الطبية المتطورة.