فسر الأخصائي النفسي مصدق الخميس أن مصطلح السيكوسوماتية عبارة عن أمراض نفسية-فسيولوجية ناتجة عن الاضطرابات تبرز على هيئة ضغوط وتوترات ومكبوتات ورغبات حبيسة غير مشبعة متحولة إلى أعراض عضوية حقيقية سببها نفسي، مشيرا إلى أن تلك الاضطرابات أشبه بالأعراض العصابية وإن اتخذت صورة التعبير الجسمي وتظهر هذه الاضطرابات النفسية الفيزيولوجية في كثير من أجهزة الجسم مثل (الصداع، السمنة، قرحة المعدة والقولون، تصلب الشرايين وآلام أسفل الظهر). وبين الخميس في محاضرته التي قدمها في الملتقى الأسبوعي النفسي الاجتماعي بالقطيف بعنوانها «الأمراض النفس – جسمية» أن تلك الأعراض تسهم في تأخر علاج الأكزيما وحب الشباب والربو وضغط الدم وأمراض الحساسية، لافتا إلى أن 70 في المئة من المراجعين للعيادات العامة يعانون من تلك الأمراض. وشدد الخميس على ضرورة سعي الفرد للحصول على صحة نفسية وهي حالة دائما نسبيا يكون الفرد متوافقا نفسيا (شخصيا، انفعاليا، اجتماعيا مع نفسه ومجتمعه والبيئة)، قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة. وأكد الخميس أن التوازن بين النفس والجسد للعيش في توافق مع المجتمع ويكون ذلك وفق معايير الصحة النفسية التي تنعكس من خلال السلوك والحكم عليه بأنه سوي أو غير سوي أهمها (المعيار الذاتي، المعيار الاجتماعي، المعيار الإحصائي والمعيار المثالي). وأفاد الأخصائي أن الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية في هذه الحياة تكون متميزة ببعض الخصائص وتملك توافقا (شخصيا، اجتماعيا، أسريا ومهنيا)، والشعور بالسعادة مع النفس وتقدير الذات، القدرة على مواجهة مطالب الحياة والشعور بالأمن. وكشف أن منشأ الضغوط النفسية نتيجة لتسارع عجلة ومجريات الأمور في حين يكون ارتباط الفرد بالأمور المادية أكثر من غيرها يترتب عليه التوتر والقلق وعدم الطمأنينة التي تجعل الإنسان في صراع بين ما هو قيم ومتعة وبناء لذلك تحدث الأمراض (النفس- الجسمية) مع وجود العامل الوراثي فيولد وعنده طاقة نفسية وعلى مدى حياته يفقد بعضا من هذه الطاقة مع القلق والتوتر والقهر والكبت ومنها ينشأ المرض النفسي بشكل ردة فعل تفوق الحد الاعتيادي من القوة الذاتية الكامنة ومع استمرار يؤثر على الأعصاب وإفراز الأنزيمات فيظهر على شكل مرض جسدي في العضو الذي عنده استعداد لانعكاس الأثر عليه. وقال الأخصائي: «إنه مع تزايد الضغوط المحيطة بالشخص تستنفد القوة الجسمية للفرد مما يؤثر على الموصلات العصبية في المخ فيحدث انعكاس لمرض عضوي على هيئة مرض ومن بين هذه الأمراض قرحة المعدة التي ذكر من أسبابها النفسية»، ملمحا إلى أن قرحة القولون تكون من جراء انعكاس لحالة من الخوف والتوتر، أسلوب الوالدين الخاطئ في التربية، الصراع والنكوص.