جاء صعود فريقي هجر والخليج إلى مصاف أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الموسم المقبل ليبقي على حفظ ماء الوجه للكرة الشرقاوية بعد سقوط قطبي الدمام الاتفاق والنهضة إلى مصاف دوري ركاء هذا الموسم، في ظل التحركات المثمرة التي قامت بها إدارتا الناديين من أجل تقوية صفوف فريقيهما، سعيا لتحقيق آمال وتطلعات محبيهم. والمتتبع لحال الفريقين الهجراوي والخلجاوي يدرك مدى الفكر الناضج الذي تتمتع به إدارتا الناديين رغم حداثة تجربتهما، حيث يقود سفينة هجر المهندس سامي الملحم، بينما قاد (دانة سيهات) المهندس فوزي الباشا لأول مرة في سلم الرئاسة، فهما اللذان أعادا صياغة المجد من جديد رغم حجم الإمكانيات المادية التي توافقت مع احتياجات الفريق في الدوري. بداية خجولة وكان الفريقان قد بدأ كلاهما رحلة الصعود بمستويات غير مقنعة وبنتائج متذبذبة جعلت المتابعين يتوقعون عدم منافساتهما، نظير تجديد دماء الفريق بلاعبين شبان، وبناء فريق للمستقبل، ولكنهما خالفا كل التوقعات بعد أن أظهر الفريقان رغبة واضحة في المنافسة خصوصا مع فتح باب الانتقالات الشتوية التي عززت من القوة الفنية في صفوفهما، لينطلقا بثبات نحو حصد النقاط وتوسيع الفارق النقطي مع أقرب منافسيهم في الجولات الثلاث الأخيرة. جهاز تدريبي جديد فضلت إدارة هجر التعاقد مع المدرب التونسي ناصيف البياوي الذي كان مساعدا لمواطنه مدرب الفتح فتحي الجبال في الموسم الماضي، ليقينها التام أن البياوي سيضيف الشيء الكثير للفريق في ظل معرفته التامة بالمنافسات المحلية خصوصا دوري الأولى، بينما تعاقدت إدارة الخليج مع المدرب الوطني سمير هلال الذي أظهر شخصيته المعروفة بعد أن استفاد من كل تجاربه السابقة إبان عمله كمساعد مدرب مع أكثر من مدرب في الاتفاق، بل كانت تدرك تماما أن المدرب هلال يملك فكرا تدريبيا ناضجا سيسهم في بناء فريق قوي ومنافس وشرس. تدعيم الصفوف لم تغفل إدارتا هجر والخليج جانب تدعيم صفوف فريقيهما بلاعبين من خارج النادي، لذلك استقطبتا لاعبين مميزين حسب المراكز التي يحتاجون إليها، ونجحتا في الاستفادة من خدماتهم وخبراتهم حيث قدموا مستويات عالية وساهموا بشكل كبير في ترجيح الكفة في العديد من المباريات الحاسمة، كل تلك الأمور أظهرت حجم التفوق الفني الذي يتمتع به الفريقان، بدليل تخطيهما حاجز الخمسين نقطة في الدوري. تجربة النهضة جاءت تجربة النهضة المريرة في دوري عبداللطيف جميل بعد صعوده منذ 20 عاما إلى الأضواء ثم هبوطه من جديد لدوري ركاء، كدرس معنوي لإدارتي هجر والخليج، بعد أن خذلته الظروف في بناء فريق قادر على تثبيت أقدامه بين الكبار، وسقط سقوطا مذلا لم يستطع معه في أكثر من جولة ليتمكن من الخروج من دائرة الخطر وبقى في المركز الأخير حتى أعلن سقوطه مبكرا. هذه التجربة النهضاوية، جعلت من إدارتي هجر والخليج تستفيدان من هذا الدرس، وتبحثان بشكل جدي عن تعزيز صفوف فريقيهما، والوقوف على الأخطاء السابقة من أجل تلافيها، سعيا وراء البقاء في دوري جميل موسما آخر. سنستفيد من سقوط النهضة من جهته، أكد رئيس نادي الخليج المهندس فوزي الباشا، أن سقوط النهضة في دوري جميل وعودته من جديد إلى دوري ركاء يمثل ذلك تجربة يجب الاستفادة منها. وقال: «نتمنى أن نستفيد بكل تأكيد من تجربة النهضة، ولنا وقفة فيها.. وما حدث للنهضة وأيضا للاتفاق يؤسفنا بلا شك، ويعتبر سقوطهما خسارة للكرة في المنطقة الشرقية، ربما المسؤولون في هذين الناديين هم الأعرف بما حدث لفريقيهما، ومن جانبنا سنسعى إلى الوقوف على كل صغيرة وكبيرة لأننا ندرك جيدا أن منافسات دوري جميل تختلف كليا عن دوري ركاء، ونحتاج إلى أمور كثير للوقوف على أقدامنا، ولكي لا نكون صيدا سهلا لجميع الفرق». وعن استغنائهم عن المدرب سمير هلال بعدما نجح في الصعود مع الفريق، والتعاقد مع مدرب النهضة التونسي جلال قادري. أوضح: «ليعلم الجميع، أن عقد سمير هلال انتهى بنهاية الموسم المنصرم، وقد كان ضمن الأسماء الفنية التي تفاوضنا معها إلى جانب قادري، ومدربين برازيليين، وقد ارتأينا المشورة مع اللجنة الخماسية في الفريق قبل اتخاذ القرار.. أعتقد أن تعاقدنا مع قادري سليم بعدما انتهى عقده مع النهضة، وحينما فاوضناه وتواصلنا معه بشكل مباشر لم يذكر لنا أن إدارة النهضة تفاوضه وربما تبقيه موسما آخر، وهذه سوق احترافية ونحترم النهضة ككيان، ونحترم رجالاته، ولو كنا نعلم أن هناك مفاوضات نهضاوية مع قادري لانسحبنا من دائرة المفاوضات،