ترك الزمان تجاعيده على ملامحه، عبر 90 عاما، ورغم الألم الذي يسكن قدميه إلا أن عويض رجا العنزي في داخله إصرار وتحد لمواجهة كل ما هو جميل في الحياة، حيث تغلب على آلامه وأوجاعه وأصر مواصلة تعليمه في سن متأخرة، وكان مركز الجهراء بمحافظة تيماء شاهدا على ذلك الإصرار، حيث شهد أكبر دارس في حملة التوعية ومحو الأمية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم وذلك في مراكز محافظة تيماء والتي تستمر لمدة شهرين. وتحدث العنزي ل(عكاظ) قائلا: رغم الألم الذي أشعر به في قدمي جراء الحادث المروري الذي تعرضت له مؤخرا إلا أنني سعيد بجلوسي على مقاعد الدراسة كي أنال ولو قسطا بسيطا من التعليم، مشيرا إلى أنه حريص على الحضور ومنتظم في دراسته وأنه يسعى وأقرانه من كبار السن للاستفادة من حملة التوعية ومحو الأمية في تعلم الأحرف والكلمات، ويقول «كل ما أتمناه في هذه الدنيا هو أن أقرأ في كتاب الله وهذه بحد ذاتها فرحة لا توازيها فرحة». ويرفع العنزي أكف الضراعة لله تعالى بأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وقيادتها الرشيدة التي لا تألو جهد في خدمة ورفعة شأن الوطن وأبنائها المواطنين وتقديم كل ما يعود عليهم بالنفع والفائدة. من جهته أوضح مدير عام التربية والتعليم بمنطقة تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان أن الحملة تستهدف المواطنين القاطنين في أماكن نائية بهدف محو أميتهم وتعليمهم المهارات الأساسية ونشر الوعي الديني والثقافي والاجتماعي بينهم وتعزيز الانتماء الوطني.