أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي آل عواض عسيري بأن سفر السعوديين إلى لبنان مرهون بمدى فاعلية وجدية الحكومة اللبنانية في تنفيذ الخطة الأمنية التي أعدتها، مفندا بذلك أن تشير عودته إلى سلامة الوضع في لبنان. ودحض بشدة في حديثه ل«عكاظ» أن تحمل عودته إلى لبنان، بعد تسعة أشهر من الخروج منه، أجندات عديدة للتأثير على القوى والكتل النيابية لاختيار رئيس للبنان، وقال «ليس من عادة المملكة أبدا أن تتدخل في شأن أي بلد، واختيار رئيس للبنان يجب أن يتم من اللبنانيين أنفسهم دون أي تدخل من أية جهة».. فإلى نص الحوار: عودتكم إلى لبنان بعد تسعة أشهر من الخروج منه حمل عدة تفسيرات.. لعل في طليعتها زوال المخاوف الأمنية التي كانت تحيط بكم.. فهل هذا صحيح؟ العودة إلى لبنان كانت لسببين رئيسين، الأول أنها بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعودة للتواصل مع القيادات اللبنانية، بما يخدم مصلحة لبنان. والسبب الثاني أن لدي تأكيدات من كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية بتحسن الوضع الأمني. بشأن خروجكم من لبنان قبل تسعة أشهر.. لعله من غير المناسب حينها الكشف بصراحة عن حقيقة الظروف التي حضتكم على الخروج.. فما هي الحقيقة؟ كان خروجي طبيعيا نتيجة واقع الوضع الأمني في لبنان، وما شهده في تلك الأثناء من أحداث متتالية. قد يفسر بعض المراقبين بأن عودتكم إلى لبنان تحمل أجندات عديدة للتأثير على القوى والكتل النيابية لاختيار رئيس للبنان تراه المملكة مناسبا في المرحلة الجارية.. فما تعليقكم؟ ليس من عادة المملكة أبدا أن تتدخل في شأن أي بلد، واختيار رئيس للبنان يجب أن يتم من اللبنانيين أنفسهم دون أي تدخل من أية جهة، خصوصا أن الخيار اللبناني هو دائما خيار موفق ومقبول لدى اللبنانين، ويؤتي ثماره تجاه استقرار لبنان واللبنانيين. والخلاصة أن اختيار الرئيس هو قرار لبناني بامتياز، وأن المملكة لم ولن تتدخل في الشأن اللبناني أبدا. أجريت مباحثات بينكم والرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان.. فما أبرز الموضوعات التي تناولها الحديث؟ الموضوعات التي بحثتها مع الرئيس سليمان كانت من خلال مكالمة هاتفية، وأنا أتطلع إلى لقاء فخامته في الوقت القريب جدا، فقد نقلت له وللشعب اللبناني تحيات خادم الحرمين الشريفين، وأعربت عن مدى ما يكنه الشعب السعودي تجاه الشعب اللبناني من محبة وأمنيات صادقة له بالسلام الدائم والاستقرار، كما أبلغت فخامته بأنني عدت إلى أرض لبنان. على مدى هذين اليومين عقدتم عدة محادثات مع بعض المسؤولين في لبنان.. هلا كشفتم لنا عن هؤلاء المسؤولين والموضوعات التي تطرقتم لها؟ بجانب فخامة رئيس الجمهورية، تواصلت مع دولة رئيس مجلس النواب، ودولة رئيس مجلس الوزراء، ومعالي وزير الخارجية، لنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين في المملكة، وإبلاغهم بعودتي للمارسة مهام عملي في بيروت. بحسب ما ذكرتم أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تحث على التواصل مع القيادات اللبنانية.. ما أبرز قادة القوى السياسية التي تنوون زيارتها والتواصل معها؟ سنتواصل مع القيادات السياسية التي تهتم بمصلحة لبنان، وتحرص على سلامته، فنلتقي بها لتشجيع كل الفرقاء للالتقاء والاتفاق على ما يحقق مصالح بلدهم، وهذا يأتي انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين على أمن واستقرار وسلامة لبنان. لربما أن عودتكم تعطي مؤشرا للسعوديين بأن السياحة في لبنان أصبحت مطمئنة والوضع العام صار آمنا.. فهل ترى أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، وبالتالي يمكن للسعوديين الذهاب إلى لبنان؟ سفر السعوديين إلى لبنان يعتمد على الفعالية والجدية في تنفيذ الخطة الأمنية التي أعدتها الحكومة اللبنانية، فعلى المواطنين السعوديين مراقبة الوضع في لبنان واتخاذ قرار السفر بأنفسهم، والمواطن هو خير من يقرر، وأود أن أشير إلى عدم صدور تعليمات بمنع السعوديين أساسا من السفر إلى لبنان، إنما كانت تحذيرات انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين على أبنائه المواطنين وسلامتهم في الخارج.