إن المرأة السعودية قادمة بقوة وثقة لإثبات ذاتها وتحقيق تطلعاته .. فخورة بانتمائها لهذا البلد العظيم .. تعيش في مجتمع يعرف قدرها حق المعرفة، فهي القيمة المصونة والدرة الثمينة في نظر الجميع، تتمتع بخصوصية واحترام كبيرين يدفعانها لاقتحام مجالات الريادة والقيادة عن جدارة تتابع خطاها وهي تنعم بالمكتسبات التي تحققت لها في هذا العهد الميمون، وبدعم أبوي من قائد المسيرة الظافرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، حيث فتح لها أيده الله أبوابا كانت مغلقة ونور لها دروبا كانت مظلمة فأذهلت بعطائها ووعيها المتشككين في قدرتها على الصمود والبناء وحسن الأداء، فها هي اليوم تحمل معاول البناء وآليات العمل الجاد تشارك شقيقها الرجل مؤكدة دورها الفاعل في مسيرة نمو الاقتصاد الوطني بإسهامها المقدر في التنمية والنهضة التي تشهدها البلاد. فالمرأة الآن مؤهلة لابتكار المشاريع التي تتطلع لإنجازها وقادرة على إدارة مشروعاتها بنفسها دون الحاجة إلى وكيل ينوب عنها في إدارة مؤسستها، إلا أن البروقراطية والتعقيدات المؤلمة في الوزارات والإدارات الحكومية، جعلتها مكتوفة اليدين في بعض الأحيان، وذلك بسبب الاشتراطات والأنظمة التي عفى عليها الزمن، ويجب أن ينظر لها باهتمام لتغيرها وتعديل الأنظمة بما يخدم مصلحتها ومصلحة اقتصاد هذا الوطن. علما بأن ارتفاع عدد السجلات التجارية النسائية التي سجلتها وزارة التجارة السعودية خلال الأعوام الماضية بشكل ملحوظ يصل إلى نحو 100 ألف سجل تجاري، سجلت بأسماء سيدات أعمال، فيما يبلغ عدد السجلات التجارية المسجلة في السعودية وفق أحدث التقارير أكثر من 900 ألف سجل تجاري. وهناك سؤال يطرح دائما حول الثروات النسائية في المملكة العربية السعودية، هل تدار من قبل سيدات الأعمال أم هي فقط سجلات تجارية بأسماء نسائية وتدار من قبل أقارب أو عمالة وافدة متسترة؟. ووفق آخر تقديرات اللجنة النسائية بمجلس الغرف السعودية فإن زيادة نمو حجم ثروات سيدات الأعمال تصل إلى نحو 20 في المائة، بينما نمت الثروات النسائية السعودية خلال الفترة الماضية من 300 مليار ريال (80 مليار دولار) إلى حدود 375 مليار ريال (100 مليار دولار). حيث كشفت بيانات للبنك الدولي عن تنامي دور النساء في مجال المال والأعمال بدول الخليج، وذكرت البيانات أن 14 في المائة من المؤسسات العربية تملكها سيدات أعمال، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي حجم ما تملكه سيدات الأعمال في المملكة يتجاوز 45 مليار ريال في البنوك السعودية، كما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم سيدات أعمال سعوديات تبلغ نحو 120 مليار ريال، كما أن 20 % من السجلات التجارية في المملكة بأسماء نسائية. ومع هذا التنامي في دخول السيدات للعمل الحر وضخ مبالغ كبيرة تتساوى أحيانا فيما يضخه رجال الأعمال من أموال، إلا أنها ما زالت تواجه عوائق وبروقراطيات في استخراج التصاريح اللازمة. وبرغم كل ما تواجه المرأة فرضت نفسها في هذا العهد الزاهر، أثبتت بمقدرتها على العطاء والإبداع وخدمة منسوباته. وبهذا الفهم تنطلق فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى المرأة الاقتصادي تحت شعار (بناء المستقبل برؤية المرأة) والذي سيحظى بحضور أكثر من 600 سيدة أعمال وخبيرات ومتخصصات وبمشاركة 11 شخصية سعودية وخليجية، كمتحدثات ضمن البرنامج العلمي للمنتدى سيسلط الضوء على العديد من القضايا التي تهم المرأة، لتمكينها اقتصاديا، وتسليط الضوء على أهمية تواجدها في القرار الاقتصادي، فالمنتدى يعتبر فرصة ثمينة تجمع صاحبات القرار ونخبة المجتمع، وهن يناقشن أهم القضايا التي تسهم في تمكين المرأة. هذا وقد تبين أن فعاليات المنتدى تشهد مشاركة رئيس نادي صاحبات الأعمال والمهن البحرينية الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة التي ستتحدث عن إدماج المرأة في التنمية باعتبارها إحدى موارد التطور الاقتصادي والتحديات التي تواجه سيدات الأعمال. علما بأن الشيخة هند تعتبر من المهتمات ببرامج خدمة المجتمع، كما تشارك وزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية الدكتورة فاطمة البلوشي وسيدور حديث الوزيرة حول سبل ووسائل التمكين وتعزيز دور سيدات الأعمال في المساهمة بتطوير إمكانات المرأة والنهوض بمسؤولياتها. إن هذا الحضور الكبير الرفيع المستوى يؤكد أهمية الحدث الذي سترعى فعالياته حرم أمير المنطقة الشرقية صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي من كل تلك الاهتمامات يتضح أن المرأة السعودية اكتملت لها أسباب النهضة والرقي في عهد الأمن والأمان والعدل والإنصاف، وهي تشق طريقها في ثقة وثبات طامحة إلى بلوغ قمة تؤكد مكانتها المرموقة لأنها تستحق التقدير والاحترام. كما نأمل من المسؤولين في الوزارات والجهات المعنية بأن تغير في الأنظمة القديمة، وتحديثها لخدمتهن أولا ولخدمة اقتصاد البلاد.