أكد مدير وزارة النقل بالمدينةالمنورة المهندس زهير كاتب أنه لم يتم إلغاء حمى سكة الحديد داخل النطاق العمراني، حيث تداول المواطنون شائعات إلغائها بكثير من التفاؤل، ليضع بذلك حدا لانتشار تلك الشائعات التي قد تضر بمصالح المواطنين. يعتبر طريق خط سكة الحديد من إنجازات عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وقد أنشئ قبل مائة عام ونيف، إذ استطاع هذا المشروع الذي امتد العمل فيه ثماني سنوات متتالية أن يقدم خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، تمثلت في اختصار وقت هذه الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق شهورا، يتعرضون فيها لغارات قطاع الطرق ومخاطر ومشاق الصحراء. وجرت محاولات لإعادة تشغيله، حيث عقد مؤتمر في الرياض سنة (1375ه / 1955م) جمع سوريا والأردن والسعودية، ولم توضع قراراته موضع التنفيذ، وتوقف العمل بالمشروع، وبعد 11 عاما من نسيان المشروع تشكلت لجان وعقدت اجتماعات وصدر مرسوم بتشكيل هيئة عليا للخط الحجازي من وزراء المواصلات في البلدان الثلاثة، لكن لم تظهر أية بوادر واقعية لتشغيله وفي عام (1399ه / 1978م) تم الاتفاق بين البلدان الثلاثة على إنشاء خط عريض جديد يربط بين هذه الأقطار ووضعت دراسات المشروع، ووقع الاختيار على شركة (دوش كنسول) لتحضير دراساته وخرائطه، وكانت نتيجة الدراسات إيجابية، ثم توالت اجتماعات اللجان واعتمدت قرارات بأن تنفذ كل دولة من الدول الثلاث على نفقتها الجزء الذي يمر في أراضيها لكن لم ينفذ مشروع الخط الحجازي. يذكر أن وصول أول قطار إلى المدينةالمنورة في (22 رجب 1326ه / 23 أغسطس 1908م) وأقيم الاحتفال الرسمي لافتتاح الخط الحديدي بعد ذلك بأسبوع ليصادف تولي السلطان عبدالحميد الثاني السلطنة.