ذكرت بعض الصحف المحلية أن إدارة معرض الكتاب منعت دخول عشرات الآلاف من الكتب الممنوعة. السؤال: لماذا، بعد افتتاح المعرض، يصدر المنع.. وتتم المصادرة؟ لِم لم يتم الاطلاع على هذه الكتب قبل عرضها بعدة شهور؟ كيف دخلت هذه الكتب إلى المملكة ابتداء دون أن تكون قد اطلعت عليها الجهة المختصة بوزارة الثقافة والإعلام. هل أبلغت الوزارة دور النشر والتوزيع أن تسلم مقدما نسخة واحدة من كل الكتب المراد نشرها إلى الوزارة قبل عرضها بوقت مبكر؟ كم تحتاج الوزارة من وقت للاطلاع على مئات الألوف من النسخ بعد أن تم افتتاح المعرض؟ من هم المطلعون الذين هم على مستوى يؤهلهم لفهم محتويات الكتب؟ هل يتوفر في الوزارة أعداد المطلعين على الحجم الضخم كهذه الكتب؟ الإجابة بالنفي. لذلك، ولكي نتفادى توجيه هذه الأسئلة ونضمن عدم منع أو مصادرة كتب أثناء إقامة المعرض، فإني قد أجد من المناسب أن أكشف عن تجربة شخصية حدثت لي شخصيا فيما يتعلق بالكتب التي عرضت في معرض الكتاب بالرياض. أثناء عملي في وزارة الإعلام مديرا عاما للمطبوعات تقرر افتتاح معرض الكتاب بالرياض لذلك العام. كان من مسؤولياتي في هذا المعرض الإشراف على عرض كتب دور النشر العربية في معرض الكتاب بالرياض.. دون أن يحتوي المعرض على كتب ممنوعة أو كتب قابلة للمصادرة. كيف تم ذلك؟ أرسلت دور النشر إلينا ألوف النسخ للكتب المراد عرضها، وقبل افتتاح المعرض بعدة شهور. أعددت قائمة: أسماء الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين في مختلف أنحاء المملكة، والذين هم على قدر كبير من الثقافة والمعرفة.. فضلا عن تخصصات بعضهم. تم توجيه خطاب لكل فرد منهم.. مرفقا ب(20) نسخة من الكتب المزمع عرضها بهدف الاطلاع على تلك النسخ وإبداء الملاحظات إن وجدت على أن يتم الانتهاء من الاطلاع على تلك النسخ خلال (4) شهور من تاريخ استلامهم للخطاب، مع ملاحظة أنه تم الاتصال بهذه الشخصيات هاتفيا لأخذ موافقتهم المبدئية على الاطلاع على ما يصلهم من نسخ. للتذكير.. حددت الوزارة مكافأة مجزية لهذه الشخصيات نظير اطلاعهم على تلك النسخ وإبداء الرأي في قبول الكتب الصالحة للعرض من عدمه. بهذه الطريقة، وفقنا الله في تزويد دور النشر بقائمة الكتب المفسوحة، والتي يسمح بدخولها المملكة، ومن ثم قبولها في المعرض.. ما عدا ذلك فهي ممنوعة ولن يسمح لها بدخول المملكة. هذه تجربتي أردت أن أهديها إلى الجهة ذات العلاقة في وزارة الثقافة والإعلام، والتي تشرف على معرض الكتاب ومحتوياته.