أثبتت الأحداث أن إيران تعمل على كل ما يضر بالعرب، خليجيين وغير خليجيين، مستعملة شتى الوسائل. عسكريا، دخلت في حرب مع العراق، بهدف تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية وفشلت. لكنها لم تتعظ فدخلت في الحرب السورية بكل قوتها ضد الشعب السوري حماية للرئيس بشار الأسد ونظامه، ظنا منها أن سورية كالعراق التي استولى على الحكم فيها أعوان إيران بمساعدة أمريكية. ومنذ أن قامت الثورة الإيرانية وحكومة إيران تدعم الأقليات الطائفية في البلاد العربية بالمال والسلاح، في العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن والبحرين والكويت.. إلخ. تجوع شعبها وهي تبدد وتبذل المال بقصد إثارة الفوضى في الدول العربية. ومن وراء كل ذلك الإصرار في تحقيق مصالحها الدينية والسياسية والقومية. ولذا تقوم إيران بتحريك الأقليات الطائفية في الدول العربية ضد حكوماتها كمطية للتدخل بشؤون هذه الدول وتستخدمها لأغراض خاصة بها إضافة لنشر معتقداتها وتمرير ضغوطها وتهديداتها. والأمر هكذا يبرز السؤال التالي: لماذا لا يناصر العالم الأقليات القومية في إيران طلبا لنيل حرياتها واستقلالها؟ ما الذي يمنع من تبني سياسة المثل بالمثل؟ لماذا مثلا يثيرون الحوثيين والنصيريين والشيعة وغيرهم في الدول العربية، ما أمكنهم ذلك، والعرب يتخذون رد فعل متخاذل لمقابلة الفعل الإيراني؟. العين بالعين والسن بالسن...!؟. حسب الخريطة التي نشرتها جريدة الوطن لإيران، فإن أكثر الأقليات الإيرانية توجد في أطراف إيران وعلى حدودها الدولية. من هذه الأقليات العرب والبلوش والتركمان والأذربيجانيون والأكراد.. (الوطن، السبت 5/8/1431ه 17/7/2010م، ص7). ولهذه الأقليات امتدادات في دول مجاورة، وموقع معظم الفرس في هضاب وسط إيران. وعلى مر الزمن توسع الفرس في أراضي هذه الأقليات القومية عن طريق الاحتلال. ومجموع المنتسبين لهذه الأقليات يفوق بكثير عدد الفرس، وإذا ما تحركت طلبا للاستقلال فإن إيران ستنشغل بنفسها عن الآخرين. وإدراكا من قادة إيران لهذا الأمر ضغطت حكومتهم على العرب في عربستان، وقامت بترحيل وتهجير الكثير منهم إلى مناطق مختلفة في إيران. وبلوشستان، مثل عربستان في حالة تململ وغليان وقامت فيهما بالفعل حركات تهدف لنيل الحرية والاستقلال. متطلبات أمن الدول العربية، خاصة الخليجية منها، تتطلب أن يكون الرد قويا لإشغال إيران بنفسها والوقوف أمام تدخلات الإيرانيين بشؤون هذه الدول، ومواجهة مخططاتهم لزعزعة أمنها واستقرارها. أي مواجهة إيران بمبدأ المعاملة بالمثل إلى أن تكف عن سياسة التدخل بالشؤون الداخلية لهذه الدول. النهج الدبلوماسي قد لا يجدي. الدبلوماسية تكون ضعيفة من دون قوة تسندها، وسياسة رد الفعل غير مجدية وقد تكون متأخرة. لا بد من الفعل المحسوب! مهم الوقوف أمام إيران وتعدياتها ومواجهتها عربيا وخليجيا بحزم وعدم الخضوع لتهديداتها وابتزازاتها ومخططاتها. خطر إيران قائم على الدوام. لا فائدة في سياسة الهون ورد الفعل الضعيف في عالم مليء بالفوضى. هذا فقط يشجع إيران على التمادي أكثر فيما هي عليه. والتجارب في العراق وسورية واليمن والبحرين.. إلخ شاهدة على سوء نية إيران وقادتها. ومهم إشعار إيران عبر رسالة بمعنى أن «من بيته من زجاج لا يرمي بيوت الآخرين بالحجارة»، والله أعلم.