تسعى النجمة والمخرجة السودانية هدى مأمون إبراهيم بشكل فيه الكثير من الجدية، وفرض إبداع المسرح الشبابي السوداني للتمدد على بساط الإبداع المسرحي العربي، لتترك أثرا فيه الكثير من الذكر الطيب عن الفن السوداني، النجمة هدى ما إن تطل دورة أو مهرجان عربي أو إقليمي عن المسرح، إلا وتجدها أو أستاذها النجم علي مهدي ممثلين للإبداع السوداني في «أبو الفنون». تابعناها وهي تنثر إبداعات المسرح والفكر المسرحي السوداني في مهرجانات عدة، منها مهرجان بجاية الدولي للمسرح في الجزائر، وفي مشاركتها في مهرجان أردني للمسرح، وكانت نجوميتها في مهرجان مسرح المونودراما في الفجيرة بالإمارات في يناير الماضي تضاعفت كثيرا، وهي تقدم عرضها «احتراق» تجسيدا وإخراجا. حيث أدهشت ضيوف المهرجان من أرباب المونودراما في العالم. وبعد عرضها احتراق كان الناقد والإعلامي جمال آدم قد قال الكثير مما يمكن أن يكون إشادة ونقدا جاء فيه: لا يمكن تجاهل الجهد البدني والنفسي الذي بذلته المخرجة والممثلة؟، وسألت نفسي: لماذا لم يصل بنا العمل إلى حالة من الدهشة؟ على الرغم من كل تلك الحلول والأفكار واللمسات البصرية والتعبيرية التي بدت في كثير من الأحيان زائدة عن الحاجة، لم تقدم لنا مقولة العمل لمؤلفه فرحان خليل ما هو جديد على صعيد المواجع النسوية العربية، فهذه المرأة «بطلة العمل» التي تعيش كل هذه الظروف القاسية لم نجدها قادرة على اقتراح واقع جديد تبحث عنه محاولة العمل الذهاب بنا بعيدا نحو عالم نسوي سوداوي الطابع والأفق، ظل على مستوى واحد من الصراع، محاولته في أن يضعنا أمام محاكمة لتاريخ طويل من القسوة ومفهوم الخطيئة وتداعياته على المرأة أفضى بنا إلى استسلامية مضمرة، ودبت كل هذه المحاولات في كثير من الأحيان ثقيلة وغير قادرة على أن تسلل إلى وجدان الجمهور. ومن هنا جاء سؤالنا الأول لها ونحن نلتقيها عزيزي القارئ لنسألها: ماذا عن الجمع بين حالتي المبدعتين في دواخلك المخرجة والممثلة في عرض تقدمينه في مهرجان على مستوى عالمي، فقالت: نعم من المؤكد أن هناك صعوبة في العمل إذا ما كانت الممثلة ومن يجسد على الخشبة هو نفسه مخرج العمل، هذا بشكل عام، أما عندما يكون العمل المسرحي هنا مونودراما، فالتوأمة بين الإخراج والأداء فيها الكثير من فرص العطاء الأفضل، ولو أن شيئا بالضرورة سيأتي على حساب شيء. قدت مؤخرا في مهرجان بجاية في الجزائر عملا بعنوان «فورة التنور» قال النقاد إنه عبارة عن خوض في هوامش الربيع العربي؟ ما الذي كنت تريدن إيصاله لنا؟ وهل تصدق أن الحال كان يبدو كربيع، إنه صيف شديد القيظ، كل ما حدث هو لخبطة في الأوراق تضرر منها العربي على مستوى مواطن وفرد، ومسرحيتي فورة التنور كانت تتناسب مع هذا الأمر، حيث كتبتها بالفصحى الناقدة السودانية سهير عبدالرحمن، وهي تجربة أيضا من إخراجي بعد أن قدمت عرضي «احتراق» في الأردن والإمارات والجزائر منذ العام 2011. حدثينا عن «احتراق» تحديدا؟ هو عرض أضاف لي الكثير على المستوى خارج السودان؟ من تأليف فرحان الخليل وإخراجي، وأعد له السينوغرافيا ناظم مأمون، وساعد في الإخراج رزوق علي عبدالماجد. وهذا العرض عند انطلاقه من مهرجان البقعة المسرحي حصلت منذ البدء على 4 جوائز. ومهرجان البقعة منحنا الثقة بأنفسنا مواهب فنية أطلت من السودان على العالم. حدثينا عنك هدى؟ أنا خريجة المعهد العالي للموسيقى والمسرح، ولدي دبلوم من جامعة الخرطوم تمثيل وإخراج، ومن أعمالي «مدفع الدلاقين» مع جمال حسن سعيد، «ود الجردقو» لمجدي النور، «نسوان برة الشبكة» لعماد الدين إبراهيم.