هذه ذكرى عزيزة على قلوب كل أفراد الشعب السعودي.. فبرغم أن السنين تمضي سريعا، إلا أن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال التسع سنوات الماضية فاقت في حجمها وتأثيرها الفترة الزمنية التي تمت خلالها. فمنذ أن تولى الملك عبدالله مهامه كملك للبلاد، استطاع بعون الله أن يكمل مسيرة الملك فهد -يرحمه الله، وأن يشرع في برامج وإنجازات جديدة من المعيار الثقيل، في سباق مع الزمن بصورة وخطوات لم تشهدها المملكة من قبل. ولن ينسى شعب المملكة فترة التسع سنوات التي مضت وما سوف يتبعها من إنجازات في عهد متحفز ذاخر بالأمل، سريع التطور بحركة لاهثة متوثبة لا تعرف الكلل ولا الملل. في فترة بسيطة لاتتعدى عقدا واحدا، استطاعت المملكة أن تطبق برنامجا صارما عالميا لمكافحة الإرهاب وملاحقته أينما ذهب والقضاء عليه، مما كان موضع إعجاب ودهشة من دول كبرى صديقة لا تزال تبذل جهدا كبيرا في مكافحة الإرهاب. وفي نفس الفترة وبنفس القوة والحزم، استطاعت المملكة أن تطور مقدراتها الدفاعية من خلال تقوية الجيش بكل أسلحته والحرس الوطني، ودعمهما ماديا ومعنويا، ليصبحا درعا حاميا للوطن والمواطن، وبسواعد وطنية فتية متعلمة ومتدربة ومستعدة لأقصى التضحيات. ومن المنجزات العظيمة التي يسجلها التاريخ لخادم الحرمين الشريفين، إعطاء المرأة السعودية الكثير من حقوقها المشروعة، ومنها الخطوة الهامة والجريئة بدفعها للمشاركة مع الرجل السعودي في صفوف مجلس الشورى، وبنسبة حضور فاقت توقعات أكبر المتفائلين. وتبوأت المرأة السعودية مكانة اجتماعية هامة وأصبحت تشارك الرجل السعودي في حمل مسؤولية تطوير ورقي هذا الوطن المقدس في كل المجالات العملية والنظرية والإدارية والمعنوية، ولا يزال التفاؤل في تزايد. ولا يستطيع أحد أن يتجاهل مبادرات الملك عبدالله في نشر روح المحبة والتوافق والسلام بين الشعوب والأديان والحضارات، حين تبنى إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ودعا إلى الحوار والتقارب بين الأديان. ومن إنجازاته الكبيرة التي أفادت الوطن، وفاضت فائدتها عن حدود المملكة، هو توجيه وزارة التعليم العالي بافتتاح عدد كبير من الجامعات المتطورة والمتقدمة في جميع مناطق المملكة، وفتح أبواب الابتعاث الخارجي لشباب الوطن من الجنسين ومن جميع المناطق وفي مختلف التخصصات، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للأبحاث العلمية المتطورة ولاحتضان النابغين في مجالات العلوم والتقنية من داخل وخارج المملكة. وتعتبر هذه الإنجازات في غاية الأهمية على الأمد الطويل والمتوسط. ولا ننسى أيضا كيف قام -حفظه الله- شخصيا بفتح نافذة واسعة للعلاقات الخارجية القوية والحميمة مع دول الشرق البعيدة مثل الصين والهند وماليزيا وغيرها، وهو ما يوسع ويدعم دائرة الدول الصديقة التي سوف تسهم في نهضة المملكة في شتى المجالات العملية والنظرية. ومن الإنجازات الكبيرة التي أثلجت قلوب المسلمين جميعا تلك المشاريع العملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وهي أعظم توسعة للأماكن المقدسة على مدى التاريخ وحتى الآن. وفي نفس الوقت دخلت المملكة عصر مشاريع الإسكان المتطور والشامل للمواطنين، ليضع السكن العائلي الخاص في متناول يد العائلة السعودية قريبا إن شاء الله. أما على مستوى المدن فقد شهدت المدينة السعودية على يد الملك عبدالله نموا شاملا في كل المجالات والأنشطة، سواء قطاعات الطرق والحركة، أم قطاع الإسكان، أم الأنشطة الترفيهية للمواطن وللعائلة السعودية، وكذلك نظافة البيئة ومكافحة التلوث وزيادة الرقعة الخضراء والمساحات المزروعة في المدن.. إلى آخر هذه التطورات البلدية والمدنية الملموسة والتي تمس حياة المواطن اليومية.. وكم من مرة أكد خادم الحرمين على جميع القطاعات الحكومية أن تهتم برفاهية وحياة المواطن والمحافظة على كرامته وتحسين الخدمات المقدمة إليه. وحماية للمجتمع ولمسيرة الإصلاح الشامل، أنشأ الملك عبدالله هيئة خاصة مستقلة لمكافحة الفساد وتكريس النزاهة، واختار لها رجالا أكفاء للحد من الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه المجتمعات العصرية. إنجاز آخر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله، لم ينتبه إليه سوى القلة رغم أهميته للأجيال القادمة، هو أنه قام بفتح المجال وتمهيد الطريق لتغيرات اجتماعية وثقافيه هامة جوهرية، وسوف يكون لها بعد كبير مؤثر في مستقبل حياة المجتمع السعودي. نحن باختصار شديد، نشهد مرحلة غير مسبوقة من الإنجازات العظيمة، يعود الفضل فيها بعد الله عزوجل إلى عزيمة وتصميم عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله وأطال في عمره.