الفيلم التسجيلي هو نوع من الأفلام السينمائية غير الروائية التي لا تتضمن قصة حقيقية أو خيالا بل تتخذ مادته السينمائية من واقع الحياة فيصور الواقع وتفسر حقائقه المادية أو يعيد تكوين هذا الواقع وتعديله هادفا بذلك تحقيق أغراض تعليمية أو ترفيهية أو إرشاد صحي وهذا التعريف الأقرب للفيلم التسجيلي السينمائي الذي ورد بالموسوعة البريطانية الجديدة. ولا تقتصر الأفلام التسجيلية على عالم الحيوان والفضاء كما اشتهر مؤخرا فقد ظهر الفيلم التسجيلي منذ الأيام الأولى لظهور الفن السينمائي وقد استخدمته روسيا التي كانت من أوائل الدول التي تم فيها تسجيل الكثير من الأحداث أثناء سعي البولشفيك للاستيلاء على السلطة وكان الهدف تحفيز العسكر عند رؤيتهم للانتصارات التي حققوها وللأعداء كانت تعتبر حربا نفسية تقضي وتثبت انتصاراتهم، وكان للأمريكيين أيضا أفلامهم التسجيلية خلال الثلاثينيات لكنها كانت لأسباب أخرى اقتصادية فقد اخرج «باري لورينتز» عام 1936 فيلما عن «المحراث الذي حرث السهول» سجل فيه معلومات متعلقة بالتربة والزراعة والهدف كان حث الشعب على الزراعة والنهوض بها كثروة وطنية وفي بريطانيا تم إنتاج مجموعة من الأفلام التسجيلية لخدمة الجيش الحربي البريطاني وللدعاية العسكرية وكان من أهم الأفلام التسجيلية البريطانية آنذاك «لندن تستطيع أن تنتصر» عام 1943. صنف خبراء الإعلام ونقاد الفن السينمائي أهداف وأقسام الأفلام التسجيلية واعتبرها المؤرخون من أهم ما تغذي به التلفاز لأنه صدى لواقع حقيقي يداعب مشاعر الجمهور ويصل بصورة اصدق إلى قناعتهم ونحن لا شك نحتاج إلى تسجيل كل ما يدور حولنا لان المعلومة التي تقدم في الفيلم التسجيلي ما هي إلا كتاب توعوي للجمهور فلماذا لا يكون لكل وزارة لدينا فيلم تسجيلي توعوي خاصة الوزارات الخدمية مثل الصحة والتعليم والداخلية نحتاج إلى فيلم تسجيلي للأطفال للتوعية من الكثير من الإشكالات، منها كيفية الحذر من الخاطفين أو الآداب العامة، الهوية الوطنية وللكبار أيضا للأمهات الأميات أنها طريقة طبقت وتطبق في الكثير من الدول، ولدينا في كل وزارة قسم للعلاقات العامة لماذا لا تفعل أقسام العلاقات العامة وتنفذ هذه الأقسام الطريقة الأمثل لتقدمها لنا بأي قالب كان كفيلم تسجيلي أو إعلان بسيط لان المعلومة لا تصل وان وجدتها ولم تكن من مصدر موثوق لن نعتبرها فاعلة، لقد تقدمنا بشكل ملحوظ تقريبا في الخدمات الالكترونية التي تقدم من قبل الوزارات ولا شك بان الإعلام له اليد الطولى في الوصول الأسرع لشريحة كبيرة من المجتمع.