اضطر محمد العنزي، الذي استنجد بمستشفى الأطفال في تبوك، لإسعاف طفله الذي يعاني من حالة اختناق بمرض الربو ويحتاج عاجلا لاستنشاق الأوكسجين، أن ينتظر أكثر من نصف ساعة حتى تهيأت له الفرصة في الدخول لغرفة العلاج. لكن العنزي اعتبر التأخير على هذا النحو أمر مرفوض خاصة في ظل الحالات العاجلة والطارئة، معتبرا الحال الذي وصل إليه المستشفى يستدعي تدخل الشؤون الصحية بالمنطقة لوضع الحل العاجل ومعالجة المشكلة. وشكا عدد من مراجعي مستشفى الأطفال في تبوك من مسلسل الزحام اليومي الذي يعانون منه عند المراجعة لمعالجة أطفالهم في ظل تواجد قلة من الأطباء والممرضين وسوء في التنظيم، الأمر الذي أحدث فوضى على حد تعبيرهم. وأكد الآباء، أنهم يلجأون للمستشفى بسبب مغالاة المستوصفات الخاصة واستغلالها للمراجعين مطالبين المديرية العامة للشؤون الصحية بالنظر في وضع المستشفى وزيادة الكادر الطبي منعا للزحام. ورصدت عدسة «عكاظ» زحاماً كبيراً في قسم طوارئ الأطفال في ظل تواجد طبيبين فقط وعشرات المراجعين اصطفوا في طوابير بانتظار فرصة الدخول على الطبيب المعالج. ويقول علي البلوي مازال وضع مستشفى الأطفال يعاني من الزحام بشكل يومي، فأنا أراجع بأطفالي باستمرار وأجد معاناة في الدخول إلى الطبيب، حيث انتظر أكثر من 45 دقيقة فترة العصر للدخول على الطبيب، بينما انتظر أكثر من 10 دقائق للدخول على الممرضة لأخذ قياس درجة الحرارة والوزن. واستغرب البلوي من وجود طبيبين فقط للأطفال في كل نوبة، مشيراً إلى أن الأعداد الهائلة تحتاج ما لا يقل عن خمسة أطباء. وأكد سعود العطوي أن التوافد على مستشفى الأطفال كبير جداً في ظل عدم مواكبة ذلك الزحام من قبل إدارة المستشفى، في ظل تواجد قلة من الأطباء وعدم التنظيم. ويرى علي الجهني، محمد العتيبي أن معالجة الزحام ليس أمراً صعباً ولا مستحيلاً، فقط يحتاج إلى زيادة في عدد الأطباء وزيادة في عدد أجهزة التنفس الصناعي للأطفال. ويستغرب علي الشريف وجود ممرضة واحدة فقط لفحص الأطفال قبل الدخول إلى الطبيب، مشيراً إلى أن ذلك لا يكفي للأعداد الهائلة التي تتوافد على المستشفى، متمنياً وقفة صادقة من قبل صحة تبوك مع الوضع السيئ للمستشفى. من جهته اعترف ل «عكاظ» المتحدث الإعلامي في صحة تبوك عودة العطوي أن هناك توافد أعداد كبيرة من المراجعين على مستشفى الأطفال بالرغم من وجود أطباء أطفال في المراكز الصحية ومستشفى الملك خالد، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الحالات الطارئة يتم التعامل معها بشكل فوري. وأبان العطوي أن العمل في مستشفى الأطفال يتم على النحو التالي: دوام الأطباء إلى الساعة الحادية عشرة صباحا يوجد 5 أطباء، اثنان في الطوارئ والإنعاش، و3 أطباء في العيادات، أما بعد الساعة الحادية عشرة فيوجد 4 أطباء، 3 منهم في العيادات وواحد في الإنعاش.