تعتبر ضاحية النوارية في مكةالمكرمة من الأحياء الجديدة التي أصبح سكان مكةالمكرمة يتجهون إليها في الآونة الأخيرة ويبحثون عنها خاصة بعد تزايد مشاريع التطوير في المنطقة المركزية فأصبح سكان العاصمة المقدسة يتجهون إليها نتيجة هدوئها وبعدها عن الضجيج والزحام. وأجمع عدد من سكان الحي أنهم في حاجة إلى حزمة من الخدمات منها استكمال سوق النوارية الذي ظل منذ 22 عاما محلك سر ما جعله مرتعا للكلاب الضالة، فضلا عن إنشاء سد لحماية الحي من دهم السيول، إضافة إلى استكمال مشروع الصرف الصحي وصيانة السفلتة والإنارة. وفي هذا السياق، قال كل من سعيد المنتشري وحسن اللحياني «إذا نظرنا إلى حي النوارية نجد أن عمره لا يتجاوز 30 عاما حيث كان عبارة مزارع للبطيخ والخربز والحبوب التي كانت تزرع على مياه الأمطار إضافة إلى شهرته بوجود مصانع للطوب الأحمر حيث يزود العاصمة المقدسة بأكملها بالطوب الأحمر الصغير ذي النوعية الجيدة واستمرت هذه المصانع إلى عهد قريب وبعد ذلك تم إغلاقها نتيجة لكثرة الأدخنة التي تطلقها نتيجة لضررها على السكان حيث تم نقلها إلى حي الكعكية بمكةالمكرمة، فثورة البناء جعلت المزارع تتحول إلى مخططات سكنية خلال سنوات معدودة». وفي السياق نفسه، أوضح كل من عمر الجمالي وراشد السعيد أن الحي الآن أصبح يتضمن العديد من العمائر والفلل وينقسم إلى قسمين النوارية الشرقية والنوارية الغربية وتتميز بالمباني الحديثة والفلل الراقية والأسواق الجديدة وأصبح الكثير من سكان العاصمة المقدسة يتجهون إلى هذا الضاحية ذات الموقع المتميز على طريق المدينةالمنورة والقريبة جدا من محافظة الجموم حيث تبعد عنها نحو 5 كلم. وقال كل من جمال الجمال، حسن حريري، مصطفى خان إن الحي برغم حداثته وجمال مبانيه إلا انه ما زالت تنقصه بعض الخدمات خاصة الحدائق والصرف الصحي، والشيء الملفت في هذا الحي انك لا تعرف اتجاه الشوارع نتيجة سير السيارات في كل اتجاه فلا تعرف الذي يسير عكس الشارع من الذي يسير بشكل نظامي فيجب عليك اخذ الحيطة والحذر أثناء سيرك في شوارع النوارية حتى لا تباغتك سيارة عاكسة للطريق إذ أصبح عكس الطريق شيئا عاديا لدي سكان هذه الضاحية بل على العكس يعتبرونه من حقوقهم وعندما تسأل احدهم عن فعل ذلك وانه مخالفة يرد عليك بأنه يسير مع اقصر الطرق للوصول إلى مبتغاه ونتيجة لوقوع ضاحية النوارية خارج حدود الحرم فإن هناك الكثير من الشركات التي تحرص على إسكان عمالتها غير المسلمة في هذه الضاحية حيث يقع نادي الوحدة بالقرب منها إضافة إلى عدد من المستشفيات الخاصة والشركات الكبيرة. من جهتهم، أوضح كل من حامد البركاتي وعبدالله عطية اللحياني وسليم الحربي أن أكثر ما يحتاجونه هو سرعة استكمال مشروع الصرف الصحي وتحديث السفلتة والإنارة إضافة إلى عمل مطبات اصطناعية أمام مجمع المدارس حيث فقد عدد من أبناء الحي نتيجة الدهس كما طالبوا بضرورة بناء سد يحجب السيول عن الحي حيث إن الدفاع المدني قد أعلن أن حي النوارية من الأحياء التي تقع في بطن وادي الوسيعة مثله مثل الكثير من أحياء العاصمة المقدسة التي تقع في بطون أودية. وقال كل من جود الله البقيلي، هاشم الشريف، وأحمد السلمي إن الحي في حاجة ماسة إلى بناء سد يحميه من السيول لأن السيل مهما طالت السنين فإنه لن يغير المجرى الخاص به. وأجمعوا أن هناك الكثير من الخدمات غائبة في الحي منها شبكة الصرف الصحي واستكمال السوق الذي طال انتظاره وتحولت مبانيه إلى مأوى للكلاب الضالة. وفي موازاة ذلك، أوضح عمدة حي النوارية عاتق اللحياني أن هناك سوقا أقامته أمانة العاصمة المقدسة في النوارية الغربية عند بدء نشوء المخطط إلا انه ومع الأسف الشديد أصبح مرتعا للكلاب والعمالة السائبة فهو يعتبر مكانا موحشا حيث انه خال من أي شيء ومنذ 22 عاما وهو على هذا الحال ونتمنى من الأمانة تسليمه إلى مستثمر ليقوم بإعادة الحياة إليه حتى ينتفع منه السكان وألا يترك على وضعه الحالي غير اللائق.