أسرج قصيدك وعدنا إبكار * ذهب الصبا، فعلام أنت تحار العاشقون تبارزوا في شعرهم * فاهتز في كرسيه مهيار قطفوا القصائد، عذبها، جاءوا بها * يتبخترون، قلوبهم أنهار جازان.. كيف أقول؟ ما أمهلتني * لي منك عند وصالك التذكار وكأننا لم نجتمع في مجلس * أو لم ترن بليلنا أوتار جازان ما كانت جنوبا للهوى * جازان مرسى للهوى وفنار «من ضل في ساحاتها كمن اهتدى» * يتنادمون، يتخاصمون، كبار أنا مذ عرفتك لا أزال مسافرا * تنأى به وتعيده الأقدار عمري وداعات وقلبي نازف * ويكاد من غصص النوى ينهار سفر إلى سفر أودع صامتا * لا الصوت يسعفني ولا استعبار أبدا أسير على الجراح كأنما * عمدا إذا جست خطاي تثار حظي من الدنيا شراع سفينة * والريح تحملني ولا استفسار ما عدت أعرف وجهتي أو منزلي * «سفر إلى سفر فما لي دار» يا صاحبي قل ما بدا لك إنما * متع الحياة ولو تطول قصار «سأقر بالذنب الذي لم أجنه» * يا لائمي إني امرؤ كبار ما عاد يقلقني النوى، ويطيب لي * أني فتى لعبت به الأفكار نضو اغتراب، والرياح تهيم بي * أنى تشاء، وعمري المضمار قبس أنا إذ أنطفي في مقعدي * وأعود تشعلني أنا أسفار