كشف ل «عكاظ» خبير الصناعات الغذائية والبنية التحتية في المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» للشرق الأدنى، وشمال أفريقيا الهادي يحيى قزوز أن الدراسات الحديثة تشير إلى هدر ما يقارب ثلث الغذاء على مستوى العالم، بكميات وصلت إلى 1.3 مليار طن متري، لافتا إلى أن الفرد الخليجي يهدر ما يقارب ال 250 كيلوجراما من طعامه سنويا. وأكد الهادي أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وطنية للحد من الهدر قرار حاسم وأنموذج يحتذى به في دول الخليج والعالم. وأشار إلى أن كميات كبيرة من الغذاء يتم هدرها في منطقة الخليج العربي؛ وذلك على امتداد سلسلة القيمة الغذائية، وخاصة على مستوى المستهلك عند إقامة الحفلات في المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية، موضحا أن الآثار السلبية للهدر تصل إلى فقد جزء كبير من الموارد المستخدمة لإنتاجه مثل المياه والمدخلات الزراعية، إضافة إلى آثاره السلبية على البيئة. واستطرد أن منطقة الخليج تعتبر من الدول المستوردة للغذاء بكميات كبيرة، وبالتالي فإن فقد وهدر كميات كبيرة منه ينجم عنه زيادة في الواردات الغذائية، وبالتالي ارتفاع الأسعار. وحول مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة وطنية للحد من هدر الغذاء، أوضح الخبير الهادي أنها مبادرة تتخطى المساهمة في تخفيف مشكلة الهدر، وتوعية المستهلكين على المستوى المحلي، ليشكل أنموذجا للالتزام يمكن أن تتبعه الدول الخليجية الأخرى، ويسهم في التأثير على الظاهرة على مستوى العالم. وفيما يختص بالإحصاءات والحقائق الدولية حول الهدر في الغذاء، ذكر الهادي أن ثلث الغذاء المنتج عالميا، والمقدر ب 1.3 مليار طن متري يتم إهداره ولا يستهلك، حيث تختلف الكميات المهدرة من منطقة إلى أخرى ومن بلد لآخر، وفي الدول الخليجية يصل الهدر في الغذاء إلى 250 كج للفرد الواحد سنويا، مشددا على أن متوسط الهدر يعتبر عاليا لمنطقة تفتقر إلى الأمن الغذائي، وتعتمد على الواردات لتغذية سكانها، ولفت إلى أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تعتبر المستورد الأكبر للقمح في العالم، وهي تفقد حوالى 16 مليون طن سنويا منه، بتكلفة تصل إلى 6 مليارات دولار، وهذه الكميات المهدرة تكفي لإطعام 70 100 مليون إنسان. وأكد الخبير الدولي أنه بحسب إحصاءات منظمة الفاو فإنه لإطعام 9 مليارات شخص في العالم عام 2050، فإن العالم يحتاج إلى زيادة الطعام المتاح 100 في المئة في الدول الأقل نموا، وإلى 70 في المئة في الدول النامية. وأضاف الهادي: أن الهدر سيزيد من استهلاك الموارد الطبيعية عالميا، وبخاصة الماء والموارد الطبيعية، وسيسهم تكثيف الزراعة لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء في تدهور البيئة، مشيرا إلى أن تقليل الفاقد والهدر الغذائي إلى 50 في المئة سيكون كافيا لزيادة الغذاء المتاح الذي نحتاج إليه في تغذية العالم، فضلا عن الأهمية المتمثلة في ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، والحفاظ عليها، كما أنه سيساعد في تقليل المشاكل البيئية كالتلوث. وقال الهادي «إن منظمة الفاو تعطي أولوية للهدر الغذائي لكونه مطلبا رئيسيا لأهدافها الرئيسية، ومن ضمنها تحقيق الأمن الغذائي حول العالم، حيث يعتبر تقليل فقد وهدر الغذاء عاملا جوهريا في تأمين الغذاء لسكان العالم». ونوه بالتجارب الناجحة لمكافحة الهدر وإحداها بنوك الطعام التي تقوم بعمل ممتاز يتمثل في جمع الغذاء الزائد من الفنادق والمطاعم، وتوزيعه بكميات كافية على الفقراء.