اختتم اللقاء الإرشادي الزراعي الثامن الذي نظمته وزارة الزراعة بمحافظة الأحساء اليوم بإقامة أربع جالسات ، حيث شهد اللقاء مشاركة واسعة من مسؤولي الوزارة وخبراء دوليين ومرشدين زراعيين وعدد من المزارعين. وأوضح منسق برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في المملكة الدكتور عبدالله وهبي، خلال الجلسة الأولى من اللقاء في يومه الثاني والختامي أن الإرشاد الزراعي يلقى اهتماما كبيرا لدى برنامج التعاون الفني بين الوزارة والمنظمة، حيث تم إطلاق مشروع تطوير الإرشاد الزراعي مطلع العام الجاري، مبيناً أن المزرعة المتكاملة في الأحساء التي دشنها سمو محافظ الأحساء أمس الكترونيا، هي ثمرة التعاون المشترك بين الوزارة والمنظمة . وأضاف أن المزارع المتكاملة تعمل على نظام إنتاج متكامل ومتداخل يجمع ما بين الإنتاج الحيواني والسمكي والإنتاج النباتي، حيث يكمل كل مكون المكونات الأخرى، فتصبح المخرجات من عملية واحدة مدخلاً للعمليات الأخرى، وتسهم بتوفير وسائل الإنتاج مثل الأسمدة العضوية والطاقة المستخرجة منها، ويضمن إنتاجا مثاليا بتكلفة أقل مع المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية والمساهمة في توفير منتج زراعي أكثر سلامة لصحة الإنسان. وأكد منسق برنامج منظمة الأغذية للأمم المتحدة في المملكة أن ثلاثة خبراء دوليين ناقشوا موضوعات الفاقد والهدر الغذائي والمؤشرات الجغرافية في جلسة الأعمال الختامية للقاء الإرشادي الثامن . أما في الجلسة الثانية فقد أوضح الخبير الكاميروني بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في إيطاليا ديفين أنجي خلال محاضرته حول الوضع العالمي لفقد وهدر الغذاء والمبادرة العالمية للحد منها، إلى أن ظاهرة الهدر في الطعام باتت أمرا يهدد الأمن الغذائي حول العالم في ظل تزايد أعداد السكان، وضرورة تحقيق الأمن الغذائي، مؤكداً أن الإحصائيات برهنت أن ثلث الطعام حول العالم يتم إهداره، وأن منظمة الفاو تقدم مبادرة عالمية تستهدف الحد من هدر الطعام على مستويات عالمية، واستعرض عددا من المبادرات التي حققت نجاحا على المستوى العالمي منها مبادرة " أحفظ الغذاء" . كما تناول المسؤول الإقليمي للصناعات الزراعية والبنية التحتية بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور الهادي يحي كازوز في محاضرته عن الوضع الحالي لفقد وهدر الغذاء في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وشرح مشكلة فقد و هدر الغذاء في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و النتائج الخطيرة التي تسهم في تدهور حالة الأمن الغذائي في المنطقة و كذلك تدهور حالة الموارد الطبيعية و خاصة الأراضي القابلة للزراعة و المياه. وأوضح أن منطقة الشرق الأدنى و شمال إفريقيا غير آمنة غذائيا، وهي تنتج أقل من 50% من احتياجاتها الزراعية وتستورد أكثر من 60% من هذه الاحتياجات، وعلى الرغم من ذلك فان المنطقة تفقد كميات هائلة من الغذاء تصل حتى 250 كجم للفرد في السنة و هي أعلى من المتوسط العالمي لافتاً إلى أن المنطقة تفقد أكثر من 16 مليون طن من القمح سنويا تكفي لتغذية حتى 100 مليون شخص ، وأن التعاون الأخير بين حكومات المنطقة ومنظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة خلال الفترة الأخيرة يسعى إلى تقليل فاقد و هدر الغذاء بما لا يقل عن 50% في غضون 10 سنوات. وفي الجلسة الرابعة قدم خبير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور حسن قني جلسة حول المؤشرات الجغرافية ودورها في التنمية الزراعية المستدامة، وتطرق للرهانات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية الجغرافية والمقاربات المعتمدة في إدماجها في الاقتصادي الزراعي للمناطق الريفية ، بغرض تحسين العائد المادي للمزارعين، وتطوير الإنتاج والتسويق وخلق قيمة مضافة عبر التحويل والمصادق .