شيع أهالي محافظة العقيق البارحة الأولى، سعيد عوضة الصفا الغامدي أكبر معمر في منطقة الباحة، إذ ناهز عمره 130 عاما، بعد أن أديت الصلاة عليه في جامع السعدون، مخلفا وراءه أكثر من 380 من الأبناء والأحفاد، ورحل عن الدنيا وهو بكامل قواه العقلية والبدنية دون أن يشكو من أي أمراض. وتوفي الصفا إثر ارتطام إحدى السيارات به خلال محاولته قطع طريق وسط العقيق، فبعد أن نزل من مركبة أحد أحفاده أمام ساحة محافظة العقيق انطلق يسير على قدميه، مستندا على عصاه، ليصادف أحد معلمي المدارس القريبة من المحافظة، وطلب منه أن يوصله إلى المكان الذي يريد، إلا أن المعمر الصفا شكر المعلم وأكد له أنه يفضل السير على قدميه، ولم يتوقع المعلم أن تلك العبارة ستكون آخر الكلمات التي ينطق بها الفقيد، إذ توقف عند الإشارة الضوئية وسط العقيق، وحاول أن يقطع الطريق للجهة الأخرى، فاصطدمت به إحدى السيارات على الرغم من أن سائقها حاول أن يتفادى الفقيد الذي سقط أرضا من الارتطام، وجرى نقله إلى مستشفى العقيق وحاول الكادر الطبي أن يسعفه لكن دون جدوى، حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد 20 دقيقة من الحادث. «عكاظ» توجهت إلى مجلس العزاء، وقدمت المواساة لأسرة الفقيد، فأوضح ابنه الأكبر هندي أن والده لم يشكو من أي مرض، وكان يتمتع بصحة جيدة طيلة حياته، لافتا إلى أنه كان يحرص على قضاء احتياجاته سيرا على الأقدام. وأكد هندي أن والده لم يفقد أي حاسة من حواسه، وتوفي وهو يتذكر الأحداث التي شهدتها البلاد خلال فتوحات المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله لتوحيد المملكة.