تناول الروائي ماجد الجارد احدى المواضيع الاجتماعية التي تحاكي صعوبة استمرار الحياة بدون اولاد في روايته «سولو» حيث بدأ روايته بإهداء لكل الامهات حيث كتب «الى اللواتي أفعمت قلوبهن بمرح الاطفال ودفء الامهات رغم تبتل ارحامهن عن نبض الحياة» يروي المؤلف في روايته ذلك الرجل الذي وجد نفسه وحيدا في منزله بعد ان فقد شريكة حياته سارة واصبح للبيت صمتا مخيفا ومخالب شتاء تخدش وجه السماء وتدمي الذاكرة.. زخات حزن تهطل على اثاث مسكنه، ويستقر على مقعده الهزاز وامامه ساعته الخشبية المثبتة على حائط منزله ويقول في خيال «يا سارة.. قد غادر جسدك وبقيت روحك هنا في المكان .. كأني اراها تدفع الباب ببطء وحذر ترقبني من طرف خفي اشعر بها تخف امامي الى مطبخك تقف الى جانبي اعد عشائب على عجل تسحب الكرسي لتقاسمني خبزا باردا وشريحة جبن، تمد لي كأس ماء وحين نظفت اسناني رأيت روحك تقاسمني المرأة العاكسة لوجهي الذي يتقاطر منه رغوة صابون ناصع البياض. احقا اصبحت جسدا ممددا بلا روح وتحدثك عن خبري ومالي .. آه بم ستعود ؟ وما ستنبئك عني». لقد شخص المؤلف معاناة الوحدة بدون ابناء وبدون زوجة في عيارات ادبية وكلمات وذكريات تدعو للحزن والالم وتشد القارئ الى عدم ترك الرواية الا بعد تصفحها كاملة ومعرفة نهايتها وما يخالج ذلك الحزين من افكار وذكريات كان يعج بها منزله، انه الجمال الادبي في بداية الرواية الماتعة التي تقودك للاستمتاع بكل حرف يكتب فيها». ومن الرواية «أتأرجح على كرسي الهزاز، تهدهدني مخاوفي، ألتقط من الرف القريب الناي، أتشبث به بكلتا يدي، أقربه من صدري، أدنيه من شفتي، أخفض رأسي إليه في وداعة، تلامست شفاهنا الجافة الباردة والتحمت أفواهنا، ثم أستجمع مع أنفاسي ... كل كياني وأنفخ برقة. يمتد النغم ويتحشرح شاحبا من بين أصابعي المتطايرة كأوراق الشجر، يذروها هواء الخريف عبر ثقوب الناي. أدفع الهواء المحتبس داخل رئتي، ومعه اشتعال حرقتي، ثم ينساب إلى الحنجرة الخشبية المنتحبة».