بين الحين والآخر تبتلى القارة الأفريقية بدكتاتور متوحش يثير موجة من الاستهجان بتصرفاته الغريبة وممارساته الوحشية وجشعه وغروره وجنون العظمة، واتخاذ قرارات غريبة وإيمان بالسحر والشعوذة. ومنهم ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي الذي عاش حياة مليئة بالتناقضات والممارسات الجنسية والسياسية الغريبة، وكان القذافي على علاقة بإمبراطور أفريقيا الوسطى الماريشال جان بيدل بوكاسا الذي اشتهر بالدكتاتورية ونهب ثروات بلاده وقيل إنه كان يأكل لحوم البشر ونفى ذلك بقوله إنه لا يأكل لحوم البشر لأن طعمها مالح!! وأعلن إسلامه ليوم واحد أثناء زيارة له للقذافي وسمى نفسه صلاح الدين أحمد. ومات في السجن بعد الإطاحة به عندما أقدم على قتل طلبة لتظاهرهم ضد قرار باعتماد زي مدرسي باهظ السعر تحتكره إحدى زوجاته. وعثر في مسابحه وقصوره على بقايا بشرية كثيرة وأطفال قيل إنه كان يأكل لحومهم. وكذلك هناك الماريشال موبوتوسيسي سيكو الذي لقب نفسه بالماريشال أيضا ومارس القتل الجماعي والنهب ولقب نفسه بالديك المجنح الناري الذي يحلق على ألسنة اللهب. أما الحاج الماريشال الدكتور عيدي أمين فلقب نفسه أيضا بالرئيس مدى الحياة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الشرطة والسجون واتهم أيضا بأكل لحوم البشر لكنه قال إنه أكله مرة واحدة عندما كان جنديا أسيرا لدى قبيلة تأكل لحوم البشر. هذه النماذج المتوالية تجعلنا نعتقد أنها مستمرة في أفريقيا رغم النهايات المأساوية للمصابين بجنون العظمة. لكن السؤال هو لماذا إقحام الإسلام في هذه المسألة مثل القذافي وبوكاسا وأمين؟ وهل الإسلام بات مطية لزعماء مصابين بجنون العظمة، ولتيارات وجماعات وأحزاب مصابة هي الأخرى بجنون العظمة وتمارس ما فعله هؤلاء المجانين بطرق أخرى بحيث تحول كل عنصر من أتباعها إلى دكتاتور صغير يقتل وينهب ويغتصب دون أساس ديني لممارساته!.