قبل يومين من مباراة الاتحاد أمام فريق «تركتور» الإيراني.. ينبغي التوقف طويلا مع مدرب الفريق «خالد القروني» وإدارة الفريق وعلى رأسها «إبراهيم البلوي» وكذلك مع اللاعبين جميعا.. ونقول لهم إن مستوى الفريق أمام فريق الرائد يوم الخميس الماضي يعتبر مخيفا .. ومخيفا جدا.. وغير مطمئن في الدخول مع «تركتور» في مباراة حاسمة ضمن تصفيات آسيا.. بالرغم من فوز الاتحاد ب «0/3» ونشوته بتحقيق نتيجة لم تكن على البال نتيجة ظروف الاتحاد غير المستقرة واستمرار المدرب في تجاربه وعدم ثباته حتى الآن على خارطة أساسية وغير قابلة للتغيير في كل مباراة تحقيقا للاستقرار المنشود.. •• وكما قلت في البداية.. فإن هذا الفوز الكبير لم يتحقق لأن الاتحاد كان الأفضل من الناحيتين اللياقية والفنية وكذلك من الناحية «الخططية» وإنما لأن الرائد كان مستعجلا على الفوز ومندفعا في الهجوم على حساب دفاعه ومهلهلا في منطقة وسطه.. في الوقت الذي لعب منذ اللحظة الأولى مباراة تكتيكية بحتة سيطر فيها على وسط الملعب.. وعجز عن الوصول إلى مرمى الرائد نتيجة أخطاء متواصلة في توزيع الأدوار بين اللاعبين منذ بداية المباراة. •• فقد لعب المدرب ب«مختار» وحيدا في المقدمة.. ولعب وراءه كمحور منذ البداية «جمال باجندوح» ولم يتمكن من أداء مهمة دور المحور الممول لمهاجم المقدمة.. أو المتكامل مع الجناحين يمينا ويسارا.. فكانت الكرات المرتدة إلى وسط ودفاع الاتحاد مصدر خطر شديد عليه .. ولو أحسن الرائد التصرف أمام مرمى الاتحاد لسجلوا هدفا أو أكثر في الشوط الأول.. لكن المهاجم الصريح لديهم كان غير موجود وكراتهم طائشة طوال الوقت وأطرافهم مشلولة تماما.. •• ومع أن جمال كان نجما من نجوم المباراة في الشوط الثاني إلا أن ذلك لم يتحقق إلا بعد أن تقدم البرازيلي «بونفيم» ليحل محله كمحور مباشر خلف مختار وبالتالي كان هذا التغيير في المراكز سببا رئيسيا في تغيير اتجاهات المباراة ونتيجتها.. لأنه كان هو الوضع الطبيعي.. بينما تأخر باجندوح ليشكل مع «معن خضري» محورين متأخرين.. وتمكنا من إغلاق المنطقة تماما .. وساعدا على تنظيم هجمات الفريق وتخفيف الضغط عن المؤخرة. •• أما الخطأ الثاني.. فإن إرسال «فهد المولد» إلى خانة لاعب الوسط الأيمن.. وعبدالفتاح عسيري.. إلى الطرف الأيسر منذ بداية المباراة كان مغايرا لقدراتهما ومزاياهما.. وذلك لأن «فهد» أكثر فائدة في منطقة اليسار والعسيري (أو غيره) في منطقة اليمين ولا داعي للتغيير أثناء سير المباراة.. وعلى «القروني» أن يبحث له عن لاعب طرف أيمن إذا كان «العسيري» لا يحقق له ما يريد.. بحكم تذبذب مستواه بين الصعود والهبوط.. وكذلك بحكم تسليمه الكرة بصورة خاطئة لزملائه.. وكذلك لتعجله في التعامل مع الكرة دون أن يجد من ينبهه إلى هذه الأخطاء المهارية منذ عرفناه.. وإلا فإنه لاعب ممتاز وسريع ولكنه يحتاج إلى شيء من الثبات والتركيز وحسن التعامل مع الكرة التي تتعثر بين قدميه كلما استلمها.. •• وحتى التغييرات التي أقدم عليها «القروني» بإخراجه «العسيري» وإنزاله ل «محمد أبوسبعان» ليحل محله ويعيد «معن خضري» إلى خط الظهر لم يكن موفقا. لأن حركة معن لا تناسب منطقة الخلف ومستوى الدوران والالتفاف وسرعة التصرف غير مكتملة.. مما جعل هذه المنطقة.. منطقة غزو سهلة وتسبب في النهاية في الاحتكاك بينه وبين لاعب الرائد «فهد الجهني» وتم طرد الاثنين.. في الوقت الذي بدا فيه «أبو سبعان» غير مهيأ من الناحية اللياقية وبطيء الحركة وغير مكتمل اللياقة.. •• ولولا أن الاتحاد كان قد حقق هدفين إلى ذلك الوقت وأن الرائد قد استسلم لهذه النتيجة لكانت منطقة وسط الاتحاد مسرحا سهلا لهجمات الرائد وفوزه أو تعادله على أقل تقدير.. •• ويُحسب لباجندوح وبونفيم.. جهدهما العالي والراقي في الشوط الثاني فقد حملا الاتحاد إلى النصر واستثمرا حسن تمركز «مختار» وقدرته على التخلص من مدافعي الرائد ومكناه من تحقيق هدفين كان أولهما رائعا بكل المقاييس الفنية دوليا وقاريا ومحليا .. ولا أعتقد أن ملاعبنا شهدت هذا العام هدفا بهذا الجمال على الإطلاق.. •• ولو كان «المولد» و «العسيري» في يومهما لحقق الاتحاد أكثر من «3» أهداف.. ولخرج منتشيا بصورة أكبر.. •• أما الملاحظة الأخرى فهي.. زج المدرب باللاعب محمد العمري كظهير أيسر.. بدلا من الظهير الأساسي «محمد قاسم» الذي تغيب حتى عن احتياطي الفريق.. وهو وإن كان لاعبا نشيطا.. يتفجر إخلاصا وحماسا وهو وإن كان قد اعتاد على هذا المركز في الماضي إلا أن المدربين المتعاقبين على الاتحاد أضاعا هذا اللاعب «المشروع الممتاز» وعليهم أن يقرروا اختيار مكان محدد له.. فهو أقرب إلى خانة الوسط الأيسر.. وهي الخانة التي يشغلها المولد ولا يمكن أن يكون على حسابه.. •• وإذا قرر المدرب تثبيته في هذا المركز بدلا من «محمد قاسم» وأنا لست مع هذا الاختيار فإنه لابد أن يدربه على أداء وظائف المركز.. فهو وإن كان يجيد الوظيفة الهجومية إلا أنه لا يجيد وظيفته الأساسية كمدافع وذلك يشكل خطورة كبيرة على الفريق ومنطقة دفاعه ويشتت جهود اللاعب المحور المتأخر لكي يغطيه باستمرار.. •• والغريب أن هذه العيوب هي نفس عيوب قاسم.. وعلى المدرب أن يكسب الاثنين وينضج قدراتهما ويخضعهما لتمارين مقننة.. ولتشخيص «نفساني» يساعدهما على الهدوء أكثر.. لكنهما لاعبان ممتازان يستحقان الاهتمام.. •• أما اللاعب الذي فاجأني كثيرا بتراجع مستواه وضعف مجهوده.. وحذره الشديد في الملعب وغياب مهاراته المعهودة فإنه اللاعب «هتان باهبري» ولعل السبب في ذلك هو إصابته الأخيرة.. وهذا يعني أنه ما زال بحاجة إلى تأهيل أكبر.. وإلى تمارين أقسى.. •• والأغرب من ذلك أنه أنزل إلى منطقة الوسط دون أن يسخن بدرجة كافية وكان وجوده في الملعب زيادة عدد .. ولا أدري أين مدرب اللياقة.. وكيف لا يهيئ اللاعب قبل نزوله بوقت كاف.. •• وحتى نزول اللاعب «أحمد الفريدي» إلى وسط الاتحاد بعد إصابة «بونفيم» كانت مغامرة لأنه هو الآخر لم يسخن بدرجة كافية وإن كانت الدقائق العشر التي لعبها قد بذل فيها جهدا طيبا.. لأن لاعبي الرائد كانوا منتهين لياقيا ونفسيا.. •• وباختصار شديد.. •• فإن استمرار هذه الأخطاء وعدم كفاية الجرعة اللياقية لدى اللاعبين وتغير وتبدل المراكز وعدم تجهيز لاعب الاحتياط للنزول إلى الملعب في أي وقت.. بالإضافة إلى عدم ثبات الخارطة واستقرارها.. سوف يقدم الاتحاد هدية سهلة في مباراة الثلاثاء.. وهذا يعني أن المدرب مطالب هو ومدرب اللياقة أن يبذلا جهدا خرافيا ويخففا من إرهاق اللاعبين.. ويتقن المدرب خطته ويتخلص من عاهة عدم الاستقرار سواء في الدفاع والوسط.. •• وإذا كان لنا ما ننصحه به فهو أن يعيد محمد قاسم إلى خط الظهر ويلعب بأحمد عسيري وباسم المنتشري كمتوسطي دفاع وطلال العبسي في اليمين مع الثبات والتمركز.. ويلعب أمامهما بمحورين أحدهما ثابت وقابل للتراجع لتغطية الهفوات وهو «أبو سبعان» بعد إعادة تأهيله بصورة أفضل.. ويحافظ على «بونفيم» وجمال كمحورين متقدمين.. ويجعل «فهد المولد» طرفا أيسر طوال المباراة ويتأكد من جاهزية عبدالفتاح للعب في اليمين أو يبحث عن غيره .. وإن كان الأهم هو أن يُعد اللاعبون لياقيا بصورة أفضل.. وأن تكون هناك حسابات دقيقة لظروف التغيير وضمان وجود احتياطي جيد وجاهز للنزول في أي لحظة. •• ذلك أن الفريق الإيراني يتمتع بثلاث خصائص هي: • القوة البدنية واللياقية المفرطة • السرعة في التعامل مع الكرة • الانقضاض على الخصم وعدم ترك مساحات أمام الخصم •• فهل ندرك هذه الحقيقة.. ونعد الفريق على هذا الأساس ونستفيد من الفارق المهاري بيننا وبينهم ولا نعطل الكرة بين أقدامنا ونكثر من المحاورة والاستعراض.. أرجو ذلك.