ننشأ في منزل تغلب الصفة السائدة فيه للأطفال عن البالغين، تلقائيا لنا نفس الغذاء، الكساء، التعليم والترفيه، يفرق بيننا عامل واحد ما بين ذكر وأنثى!، الذكور لديهم الحق في اختيار المستقبل، ونحن كإناث لدينا الحق في اختيار الزوج، نعم لابد أن تكون نهاية مطافك الزواج ولا يوجد أي بديل، وربما المنطق يختصر في عبارة أقولها باللهجة المحلية (بعد الزواج لديك الحق أن تصبحي أي شيء)، المنطق المخفي هو أنه بعد الزواج لدينا الحق أن نصبح أمهات لطفل واحد أو عشرة!، لا تتعدى حقوقك أكثر من ذلك، ما يطربني ويأسرني، وجود العديد من الشابات اللاتي لبين لعائلاتهن هذا المنطق وغذين احتياجهم لرؤية الأحفاد، ومع ذلك لم يتناسين أحلامهن. تكمل دراستها الجامعية، وتصعد السلالم المتهالكة، وهي تحمل حقيبتها بيدها اليمنى وطفلها الصغير بيدها اليسرى، وأخوه ما زال في بطنها بعد، تسهر معظم الليالي إما لمرض أحد أطفالها أو لامتحان نهائي، وتبدأ مسيرة عملها بحثا عن أقرب وظيفة تشبع تعبها، ولا ترضي طموحها، تتحول بين ليلة وضحاها من موظفة عادية تتلقى الأوامر من مديريها إلى قائدة تقود كل من يحيطها، تقود زوجها وتعينه على أعماله، تقود صغارها لأحلامهم، والأهم أنها تقود ذاتها يوما بعد يوم لتشبع طموحها. قد يعتبرها الكثير من الناس أنها أنانية، رغبت في الزوج والأطفال.. وفي الدراسة والعمل ولم تترك شيئا لغيرها، إذا كانت هذه هي المعادلة، يسعدني أن أهنئها على أنانيتها التي لبت طموحها وطموح أهلها وبلدها، أحييك على إصرارك وقدرتك اليومية على الاستيقاظ من السادسة فجرا وعودتك للنوم الثانية صباحا، وعلى مقدرة عقلك الذهنية التي تعمل أفضل من الهواتف الذكية.. وكذلك أنانيتك وطموحك، فمن دون الأنانية قد نخسر الكثير من المواهب.