اهتمامات النساء وشغفهن بالتسوق والتبضع في «المولات» تضاءلت في هذا الاسبوع الى ادنى درجاتها بعد ان فتحت مكتبة الملك فهد الوطنية في جدة ابوابها لهن مجددا، ترفد العقول والوجدان بكل ما هو جديد في الفكر والثقافة والادب وفي كل صنوف العلم. بعد اسبوع واحد من الافتتاح رصدت «عكاظ الأسبوعية» عشرات النساء يدلفن الى المكتبة لقضاء ساعات من المتعة بين صفحات الكتب والاصدارات في القسم الذي خصصته المكتبة للنساء وفيها كتب ومجلات وبرامج تناسب اهتمامات المرأة وتثري فكرها وتنمي مهاراتها وقدراتها. يومان في الأسبوع المكتبة انشئت على طراز معماري بديع على مساحة 1700 متر في محيط الحرم الجامعي في عمل هندسي يوائم التحولات العصرية التي يشهدها عالم الكتاب والمكتبات. وقد شيد في ثلاثة أجزاء يحتوي كل جزء على المجموعات الرئيسية من الكتب والمراجع المتنوعة التي يعتمد عليها في عمليات البحث والاطلاع وهي مجموعات متنوعة وثرية تناسب مختلف ميول القراء لجميع الفئات العمرية. وخصصت المكتبة يومي الاحد والاربعاء للنساء والفتيات والطالبات وباقي ايام الاسبوع للرجال فضلا عن مكتبة المرأة والطفل التي تعمل بكامل طاقتها طوال ايام الاسبوع. معالجة الجفاف بالشِّعر «عكاظ الاسبوعية» خلال تجوالها بين ارفف الكتب رصدت مجموعة من النساء والآنسات في صالة القراءة ومن بينهن شيخة الحسن التي قالت: احضر الى هنا منذ ثلاثة ايام من اجل القراءة واكتشاف الجديد في عالم المعرفة.. تستهويني الاشعار وكتب الادب والفكر وأقرأ كثيرا للشاعر محمود درويش، وشغفي بالشعر عمق علاقتي بكل صنوف الثقافة وأشكالها.. انها تجربة مفيدة فالمكان هادئ ومناسب وبعيد عن الزحام والضجيج والمواقع متوفرة والكتب متنوعة، لو شعرت القارئة للحظة بالملل من الكتب العلمية الجافة فإن لديها متسعا للاطلاع على الاصدارات الثقافية.. لقد اصبحت القراءة بفضل هذه المكتبة الحديثة عادة مناسبة وأدعو جميع النساء وربات المنازل للاستفادة من هذه الفرصة النادرة. استعارة الكتب وإعادتها مساعدة المدير العام للمكتبة هناء هشام حسنين علقت على اهتمام المراة بالاطلاع والتثقيف وقالت ان ابرز اسئلة رائدات المكتبة تنحصر في امكانية استعارة الكتب وإعادتها والأنظمة التي تضبط ذلك وهناك اهتمام كبير منهن بكتب العقيدة والقانون ولفت نظري انهن يطلبن خدمة الإنترنت كما ان عددا كبيرا يأتين الى هنا من اجل البحث في المراجع واستقاء المعلومة من مصدرها وهذا في حد ذاته يعتبر قيمة معرفية نادرة. وعن اكثر فئات النساء ترددا على المكتبة قالت هناء حسنين ان النساء من الاحياء المجاورة هن الاكثر اقبالا، ويبدأ توافدهن بعد صلاة العصر.. ولاحظت ان عضوات في هيئات التدريس في الجامعة يواظبن على الحضور للاطلاع، وهناك من تأتي من منزلها وهي تحمل مذكرة بالاسئلة الشائعة وعناوين كتب محددة، وهذا الامر يسهل علينا تجهيز المطلوب في وقت قصير عن طريق الفهرسة في اجهزة الحاسوب، كما ان مديرات مدارس بنات بعثن طلبات لزيارة طالباتهن للمكتبة ويتم التنسيق في هذا الشان مع الادارة وسبق ان زار المكتبة طلاب وطالبات مدرستين.. وفي حالة عدم وجود اي كتاب يتم توفيره في وقت لاحق. صالحة المحمودي احدى زائرات المكتبة تقول: هذه اول زيارة لي وغرضي منها تغيير جدولي ووقت التجول في المولات، لعلها تكسر الروتين وتأخذني بعيدا انا وأطفالي الى مكان مميز.. هذه المكتبة تعتبر حافزا للمرأة للاطلاع والتثقيف وسأحرص على زيارتها في كل مرة.