أوضح الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تعمل حاليا على تطوير 70 من القصور والقلاع وقصور الدولة وأوساط المدن بشكل عام، منها وسط الرياض المتمثل في حي الظهيرة على مساحة 750 ألف متر مربع، وجدة التاريخية، ووسط الطائف وعسير والهفوف، والعديد من المشروعات الأخرى، لتكون محطات مهمة وأمكنة للتاريخ المعاش، وذلك لربط المواطنين بتاريخ بلادهم وملحمة تأسيسها، موضحا أن «الهيئة تسلمت العديد من البيوت والقصور التي قام المواطنون بإهدائها للهيئة، وهي تعمل على تحويلها إلى مراكز ثقافية ومراكز للإبداع الحرفي وللتراث العمراني ومقار للجمعيات المهتمة بالتراث في المملكة»، مشيرا إلى العمل مع الجامعات السعودية لتتولى تطوير مواقع تراثية تكون بمثابة نقاط لخدمة المجتمع. وكان الأمير سلطان بن سلمان، والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، افتتحا الاثنين الماضي معرض «جوانب من التراث العمراني في المملكة العربية السعودية»، الذي يحتوي على 80 صورة تاريخية تجسد الطراز والتراث العمراني والحضاري المتنوع للمملكة، بحضور أمين جدة هاني أبو راس، وسفير المملكة في فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ، ومندوب المملكة الدائم في اليونسكو زياد الدريس. وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى الترابط بين المكونات الأساس التي تعرف بها المملكة عالميا، إذ أنها مهد الإسلام والقوة الاقتصادية التي جعلتها ضمن أعظم عشرين اقتصادا في العالم، وهي الثقل السياسي الأهم في المنطقة، ولا يكتمل فهم منطلقاتها وأسباب استمرارها إلا بمعرفة الجذور التاريخية والتراثية لهذا المجتمع من خلال استقراء الشواهد الأثرية الباقية، مبينا أن العناية بالتراث الحضاري العمراني في المملكة تنامى في السنوات الأخيرة نتيجة رعاية ودعم الدولة له، وبذل كافة الجهود التوعوية والاستثمارية والتطويرية من الهيئة وشركائها ومنظومة القرارات لحماية التراث الوطني والمحافظة عليه، ونتج عنه ما نراه من حراك كبير من الدولة والمواطنين في استعادة الوعي بأهمية التراث الوطني وتطويره واستثماره. أما مديرة اليونسكو، فأوضحت أن المملكة وجهة دينية للإسلام والمسلمين، وبها نجد تاريخ العديد من اللغات القديمة مثل الأغريقية واللاتينية، وكانت ملتقى للثقافات والحضارات وللإنسانية جمعاء