أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أهمية معرض «جوانب من التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية» الذي تحتضنه منظمة اليونسكو في إبراز التراث الحضاري للمملكة والتعريف به، وقال: «إن الترابط بين المكونات الأساسية التي تعرف بها المملكة عالميا، إذ أنها مهد الإسلام، وتمثل قوة اقتصادية جعلتها ضمن أعظم عشرين اقتصادا في العالم، وتشكل الثقل السياسي الأهم في المنطقة، ولا يكتمل فهم منطلقاتها، وأسباب استمرارها إلا بمعرفة الجذور التاريخية والتراثية لهذا المجتمع من خلال استقراء الشواهد الأثرية الباقية، ليتضح لنا أن هذه السمات لم تبرز من فراغ، ولم تطرأ مؤخرا، بل لكل منها جذوره التي تجعل منه أمرا متوقعا، وأضاف: «لكي نفهم جميع سمات شبه الجزيرة العربية، يجب علينا الابتداء من تاريخها العريق، جاء ذلك خلال افتتاحه المعرض، أمس الأول، بحضور مديرة منظمة اليونسكو إيرنا بوكوفا والمندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس وسفير المملكة لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ، وأمين جدة المهندس هاني أبو راس، وذلك في قاعة سيقور بالمقر الرئيسي للمنظمة في باريس. ولفت سموه، خلال تجوله بالمعرض الذي يستمر خمسة أيام، ويحتوي على 80 صورة تاريخية تجسد الطراز والتراث العمراني والحضاري المتنوع للمملكة، إلى أن الهيئة تعمل حاليا على تطوير70 من القصور والقلاع وقصور الدولة وأواسط المدن بشكل عام، ومنها وسط مدينة الرياض، والمتمثل في حي الظهيرة على مساحة 750 ألف متر مربع، وجدة التاريخية، ووسط الطائف وعسير والهفوف والعديد من المشاريع؛ لتكون محطات مهمة وأمكنة للتاريخ المعاش، وذلك لربط المواطنين بتاريخ بلادهم وملحمة تأسيسها، مشيرا إلى أن الهيئة تسلمت العديد من البيوت والقصور التي قام المواطنون بإهدائها للهيئة، وهي تعمل لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومراكز للإبداع الحرفي ومراكز للتراث العمراني ومقار للجمعيات المهتمة بالتراث في المملكة، مضيفا أن الهيئة تنسق مع الجامعات السعودية لتتولى تطوير مواقع تراثية تكون بمثابة نقاط لخدمة المجتمع. ومن جهتها، ذكرت مديرة اليونسكو أن المملكة وجهة دينية للإسلام والمسلمين، فهي تحضن الأراضي المقدسة ويتجه لها يوميا أكثر من مليار مسلم من جميع بقاع العالم، وتلتقي فيها حضارات شعوب من مصر وسورية وتونس، وبها تاريخ العديد من اللغات القديمة مثل الأغريقية واللاتينية، وهذا يؤكد أن المملكة كانت ملتقى