تسبب تكدس مركبات خربة بجوار بعض وكالات السيارات في حي الكعكية بالعاصمة المقدسة في تعثر مشروع سفلتة مدخل مكةالمكرمة من جهة الكعكية وأثار ذلك استغراب الأهالي، من وجود الحديد التالف على مدخل الحي دون مبرر منطقي. وكانت إحدى الشركات الوطنية بدأت في تنفيذ مشروع سفلتة وإنارة ورصف الحي تحت إشراف إدارة الطرق بأمانة العاصمة المقدسة بمساندة بلدية الشوقية الفرعية، غير أن تكدس السيارات بشكل كبير أمام بعض الوكالات تسبب في تعثر المشروع، حيث اضطرت الشركة المنفذة لترك أجزاء من عمليات السفلتة ببعض المواقع بسبب وقوف السيارات، وعدم تجاوب بعض الوكالات في رفعها من الموقع الأمر الذي أربك عملية التنفيذ، وسيتسبب في تأخير تسليم المشروع. وكشفت جولة «عكاظ» على مدخل حي الكعكية تكدس أعداد كبيرة للسيارات بطريق الخدمة أمام عدد من وكالات السيارات وعلى بعض طرقات الحي السكني، بعض منها أوقفها أصحابها انتظارا لدخولها مراكز الصيانة، في حين أن بعضها الآخر تعرض لحوادث مرورية، وتركت بطريق الخدمة على قارعة الطريق. كما أن بعضها الآخر تركت على طرقات الحي السكني وأمام منازل السكان، كما رصدت الجولة وجود أعداد من التالفة في الطرق الفرعية للحي بشكل شوه جمال المنظر العام للمكان، واضطرت الشركة المنفذة للمشروع لترك بعض المواقع دون سفلتة، كما أن الأسفلت لم يصل في بعض الواقع إلى الرصيف، واضطر العمال إلى ترك أمتار منه والبقاء على الأسفلت القديم بعد تعذر إزالة تلك السيارات. في حين أبدى مواطنون عدم ارتياحهم من بقاء تلك السيارات بهذه الطريقة الأمر الذي يشوه جمال الحي، فضلا عن خطورة بقاء تلك السيارات التالفة في الشوارع الفرعية بجوار منازلهم، وطالبوا بإيجاد حل جذري للمشكلة والقضاء عليها بشكل كامل.وقال أحد موظفي الوكالات الكبرى بطريق الكعكية إنهم يضطرون لإيقاف سياراتهم بجوار المنازل أو على طريق الخدمات نظرا لعدم وجود مواقف خاصة للموظفين الأمر الذي يزيد من تكدس السيارات بجوار المصدومة، وطالبي خدمة الصيانة. وقال المواطن أيمن سعد السبحي إن لديه معاقة، وفي أغلب الأوقات لا يجد موقفا بجوار منزله، مما يصعب من معاناته في دخول وخروج المعاقة، مضيفا أن مناظر تلك السيارات المصدومة والتالفة مرعبة لما تحمله من آثار نفسية سيئة على الأطفال والنساء، لافتا إلى أن الحي يعج بالفوضى لوجود العديد من الورش ومراكز الصيانة، مطالبا بتنظيمها أو نقلها خارج الحي السكني. بينما يرى صالح إلياس محمد أن وجود السيارات التالفة والخربة داخل الحي السكني يسبب الازدحام والفوضى، ويكثر من المخالفات المرورية بالوقوف العشوائي على جانبي الطريق. من جهته أوضح إياد عادل نور أن كثرة الورش ومراكز الصيانة تقلق السكان نظرا لوجود أعداد هائلة من العمالة الوافدة، ولفت إلى تهاون الشركات وعدم إحساسهم بالمسؤولية بترك هذه السيارات بطريقة عشوائية، وعدم إيجاد مواقف خاصة بها توحي باللامبالاة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تزاحم السيارات وتراكمها يجبر السائقين على ارتكاب المخالفات وعكس السير في كثير من المواقع ويسبب الحوادث المرورية. ولفت باسم محمد إلى أن الحي يكتظ في المساء بالعديد من السيارات التي يضطر أصحابها لتركها بجوار الورش ومراكز الصيانة بعد تعرضها لحوادث مرورية، وقال ان هذه المشاهد غير الحضارية تصدم البصر، لافتا إلى أن الفوضى طاغية على المكان بتواجد ورش صناعية وسمكرة تثير روائح وغبار يزعج مرضى الحساسية وأصحاب الربو. من جانبه، قال مدير إدارة الخدمات ببلدية الشوقية الفرعية المهندس أحمد العبدان ان وقوف السيارات التالفة والمصدومة في الطرقات والشوارع العامة، وخاصة أمام بعض وكالات السيارات وفروع بعض الشركات الكبرى له آثار سلبية على جميع الأصعدة، وفي مقدمتها الخدمات البلدية، وخاصة عند تنفيذ مشاريع الرصف والإنارة والسفلتة، مضيفا أن بعض الشركات ترفض استلام الخطابات الرسمية من الجهات الحكومية معتبرا ذلك أمرا مؤسفا للغاية، منتقدا عدم تعاون بعضهم أثناء تنفيذ مشروع رصف وإنارة وسفلتة مسار الخدمات بطريق الكعكية، بل ان أعذارهم بإلقاء المسؤولية على شركات التأمين غير مبررة. وأبان أن وقوف السيارات الخربة أمام بعض الوكالات والشركات الكبرى بهذا الشكل المزعج أمر مرفوض قطعيا ويجب تدخل الجهات الأخرى لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.