لا شك أن أجمل لحظات السعادة التي يعيشها الإنسان هي لحظات الإنجاز، ففيها تشعر بلذة العمل وحجم النجاح الذي تحققه، ولا سيما إذا كان ذلك الإنجاز ولد من رحم المعاناة التي عشتها، إنها سعادة يصعب وصفها، تقرأها في عيون محبيك، تمنحك شعورا بعظمة ما قدمت تجاههم. هكذا قرأت المشهد النصراوي، وكيف استطاع صانع الإنجاز مؤسس النصر الحديث الأمير فيصل بن تركي أن يضع بصمته التاريخية التي اختصر فيها السنوات العجاف إلى سنة خضراء تسر الناظرين. لم يكن أحد يراهن على أن عودة النصر هذا الموسم ستكون بهذا القوة والجمال، ولم يكن أحد يتوقع أن إدارة النصر برئاسة «عرابها» قادرة على تحقيق المعادلة، ولم يكن أكثر النصراويين تفاؤلا يظنون بأن الستار سيسدل على المسابقات المحلية وفي جعبته بطولتان. النظرة الثاقبة والاختيارات المناسبة والعمل الجاد والإصرار على المضي قدما نحو الهدف وفق رؤية واضحة المعالم والاستفادة من الأخطاء هي من أهم الأدوات التي ارتكز عليها «عراب النصر» الأمير فيصل بن تركي في رسم خارطة الطريق لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية. فيصل بن تركي، أو الرجل الحديدي، أو عراب النصر، أو المقاتل، سموه كما شئتم في النهاية هو من انتصر بعدما تحمل الكثير من الانتقادات الحادة في سبيل تحقيق هدفه التي وصفته بالدكتاتوري الذي عبث بتاريخ النادي ومكتسباته لدرجة أن البعض من النصراويين ذهب بهم الإحباط إلى التهكم بكل خطوة يخطوها هذا «المقاتل» في مهمة ترميم النصر، ومع هذا تحمل وصبر في سبيل تحقيق هدفه وأزاح جميع العوائق التي وضعت من النصراويين قبل غيرهم عن طريقه، وواصل السير نحو الهدف، واستمر في نهجه الإداري بعد أن اكتسب الخبرة والدراية وبات مؤمنا تماما أنه لا خيار أمامه لتحقيق النجاح إلا العمل، فلا تصريحات ولا ملاسنات ولا مكابرة على الأخطاء تستطيع صناعة منجز بقدر ما هو العمل والعمل الصامت فقط، فنجح أبو تركي في مهمته ونثر الفرح على ثغر المدرج الأصفر الذي هو الآخر كان مؤمنا بقدرات رئيسه وداعما ومصفقا له ورفض التخلي عنه والعودة من منتصف الطريق، ليصل الاثنان معا في نهاية المشوار متوشحين الذهب ومتوجين بأغلى البطولات. وأمام هذا التوهج النصراوي داخل الملعب وخارجه لا نملك إلا الإشادة بجماهير النصر والدور الكبير الذي مارسه في دعمه ومساندته للفريق والوقوف خلفه في رحلة التحديات التي خاضها هذا الموسم ليتمكن من المحافظة على الصدارة طيلة الموسم بعباراته الرنانة «متصدر لا تكلمني»، ولن تسير وحيدا.. وغيرها، والتي تمثل أكبر المحفزات التي قدمها الجمهور تجاه اللاعب النصراوي ودفعته للعطاء والمواظبة، وزرعت بداخله روح المنافسة وثقافة البطل، بالتالي مدرج الشمس هو حجر الزاوية وإحدى سمات الفرح البارزة في جبين فارس نجد ليلة زفافه. وقفة من الأشياء التي تحسب لعراب النصر الأمير فيصل بن تركي أنه لم يلتفت إلى الإعلام ومطالبه بتسريح حسين عبدالغني وعدم التعاقد مع نور وإبعاد إيلتون.. تخيلوا لو استمع لهم ماذا سيكون. ، !!Article.extended.picture_caption!!