يعاني سكان جنوبجدة الأمرين من انتشار الذباب والبعوض الذي يتكاثر في المياه الآسنة ،ورغم الوعود بحل مشكلة تكدس النفايات وانتشار الذباب والبعوض والفئران والقطط والكلاب الضالة، إلا أن أكوام النفايات ما تزال بكل شارع، في مشهد غير حضاري يشوه وجه العروس، ويزداد الأمر سوءا في الأحياء القديمة التي تنفث روائحا كريهة تزكم الأنوف، وعند محاولتنا تصوير الكميات الكبيرة من النفايات المتكدسة هاجمتنا جيوش الذباب المنتشرة في المكان واقتحمت مركبة الزميل المصور حتى وجدنا صعوبة كبيرة في إخراجها من هناك، فيما كانت c الفئران تسرح وتمرح بالقرب من القطط السمان في الأزقة الضيقة، بينما الأطفال يلهون ببراءة في ذات المكان. وتفاقم الأمر حتى وصل إلى أحياء شمال جدة حتى أصبح حال حي البوادي مثله مثل الأحياء الجنوبية، ما يثير السؤال: كيف تتراكم النفايات بتلك الطريقة وكيف يتعايش السكان مع هذا الوضع ؟. ناصر الغامدي أحد سكان البوادي يقول ل«عكاظ»: «نشعر بالحرج الشديد عندما تكون لدينا مناسبة ويأتينا الناس بين تلك النفايات والصراصير التي تملأ المكان والفئران والمياه المتجمعة، لذلك تجدنا لا ندعوا أحدا للحي، بل نتعمد التجمع خارجه تلافيا للإحراج، ولقد طالبنا مرارا بإزالة تلك النفايات خوفا على صحتنا وصحة أبنائنا الذين لا يجدون مكانا للعب خارج الحي»، لافتا إلى أن هناك مشكلة بين العمالة والأمانة ولذلك لا يأتي عمال النظافة للحي لنقل النفايات من أماكنها المخصصة، والمسؤولون يعدون بإزالتها ولا نرى ذلك على أرض الواقع، ونخشى أن تكون مشاكل الإقامات والمخالفات وحملات مكاتب العمل قد طالت عمال النظافة ولذلك لا يأتون خوفا من إلقاء القبض عليهم، وإن كان الأمر كذلك فسيزداد الأمر سوءا حتى تتم معالجة أوضاعهم وحل الأزمة. ناصر جربوش من جهته يقول: «أصبح المشهد مألوفا، فتكدس النفايات أمر ليس غريبا في حينا الشمالي، وإذا حضر عمال النظافة ليوم واحد فإنهم لا يأتون لمدة أسبوع حتى أصبح حضورهم اليومي حلما وأمنية نتمنى تحقيقها». وفي حي الجامعة تحدثت «عكاظ» إلى الأهالي في شارع (السيرة العطرة) فأجمعوا على أن القطط المنتشرة بشكل كبير والفئران من أكثر المشاكل التي يعاني منها أهالي الحي، وتراكم النفايات هم يومي، ويزداد الأمر سوءا مع اكتظاظ الشارع والزحام بسبب المدارس والمستشفيات والمطاعم. ويقول عبدالمجيد المروعي: «نخشى على أطفالنا كثيرا من هذا الاتساخ الذي نعيش وسطه، فالحشرات الكثيرة بجانب الفئران والصراصير والقطط تشعرنا بالقلق والخوف على أبنائنا الذين يخرجون للعب خارج المنزل، لقد تعبنا ونحن نطالب بحل جذري لهذه المشكلة». إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن التعاقد في السابق كان مع ثلاث شركات وحاليا تعاقدت الأمانة مع 9 شركات لتأمين نظافة جدة، كما زيد أعداد عمال النظافة في جدة إلى ثلاثة أضعاف، مشيرا إلى أن عددهم أصبح 9 آلاف عامل يتقاسمون العمل من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ضمن شركات جديدة تعاقدت معها الأمانة وبدأت عملها الفعلي، لافتا إلى زيادة عدد حاويات النفايات لثلاثة أضعاف أيضا من بينها 65 في المائة حاويات جديدة مصنعة داخل المملكة، في حين كان التركيز منصبا على جنوبجدة، مشيرا إلى أن الشركات المنفذة بدأت أعمال النظافة واستلمت الحاويات الجديدة ووزعتها على الأحياء.