يجزم أهالي حي الفيصلية بالمجاردة، أن الستة رؤساء بلديات الذين تعاقبوا على المحافظة على مدى 36 عاما، لم يحققوا لهم أي تقدم في واقع الخدمات البلدية، ولو بعمود إنارة أو بأمتار معدودات من السفلتة، مؤكدين أن العشوائية تسيطر على الحي لتغيب عنهم الإنارة حتى خطوط الاتصالات الهاتفية. ورغم أن الحي يعد الأقدم والأكبر بالمحافظة من حيث المساحة أو عدد السكان، إلا أن غياب الخدمات كان واضحا على مدى العشرين عاما الماضية حسب تأكيدات الأهالي ومنهم مرعي علي جابر الشهري الذي يدير مكتب عقارات، موضحا أن عمر السفلتة يزيد على 20 عاما، حتى باتت الشوارع بالية، فيما هناك شوارع أخرى عفا عليها الزمن، ولم تكتمل السفلتة فيها، كما تغيب عنها الإنارة، مما دفع الكثير من الأهالي إلى التخوف من الخروج ليلا في ظل الظلام الدامس الذي يخيم علي الشوارع، معتبرا غياب الإنارة يعد ضمن الخدمات الأساسية المفقودة في الحي. ويعتقد محمد بن أحمد بن صمد، أن تعثر المشاريع التي تنفذها البلدية في الحي، وراء هذا الإهمال في الخدمات، مدللا على ذلك، بما حدث معه شخصيا، وقال: تم قص الشارع بطريقة عمودية من أمام منزلي، ولدي قطعة أرض وأصبحت معلقة بين السماء والأرض، حيث إنني خسرت عليها مبالغ طائلة ولا استطيع البناء عليها الآن ولا حتى الدخول لها بسبب فشل أعمال المشاريع البلدية داخل الحي التي أفسدت مصالحي. ويرى علي بن عبدالله الشهري أن إهمال الجهات والإدارات الحكومية لاحتياجات الحي الخدمية مثل السفلتة والإنارة والتنظيم تسببت في اختراقه من قبل العمالة المخالفة وغير النظامية الذين يمارسون العديد من المخالفات التي تؤرق السكان، ومن هذه المخالفات إلقاء المخلفات والنفايات أمام منازلهم بطريقة غير حضارية وغير صحية، وقال: اعترضنا على هذه التجاوزات لعدد من الجهات لكن دون جدوى، كما هناك سوء الشوارع الداخلية التي أصابتها الشيخوخة ويجد السكان صعوبة في استخدامها. ويشير عدد من سكان الحي، إلى المنازل العشوائية في الحي التي لا تتوافق مع مشاريع التنمية وتطوير الأحياء العشوائية التي تشهدها منطقة عسير والمنفذة من قبل الأمانة، فمن تقوده قدماه إلى داخل حي الفيصلية لا يرى إلا الكثير من المباني العشوائية والحفر المفاجئة، فضلا عن تراكم أكوام النفايات والأوساخ بالقرب من المنازل، مما جعل الحي بيئة مناسبة لتجمع القطط والفئران والحشرات الضارة. وبينوا أن الحيوانات مثل الأغنام تسرح وتمرح وتأكل من أشجار الحي، إلى جانب القطط والكلاب التي تتواجد بكثرة، وهناك السيارات التالفة التي أصبحت ملاذا ومسكنا لها. ولأن الحي يضم عددا من المدارس بنين وبنات يعاني أولياء الأمور بشكل يومي من سوء الطريق المؤدي إليها، خاصة في ظل تعثر مشروع إصلاح عملية تصريف المياه داخل الأحياء وإعادة صيانة السفلتة القديمة، والذي بدأ قبل عامين وتحديدا في نهاية عام 1433ه، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة جدا من الشوارع الداخلية للحي ترابية ومليئة بالحجارة والحفريات، وتركت من قبل المقاول، والبلدية التزمت الصمت طوال هذه المدة، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى تقديم الشكاوى إلى وزارة الشؤون البلدية وأمانة عسير، مطالبين بسرعة النظر في وضع الحي الحالي. كما اشتكى سكان الحي من عدم وجود مركز للرعاية الصحية الأولية بالحي مما يسبب لهم الكثير من المعاناة أثناء مراجعتهم للمركز الصحي الرئيسي، والذي يشهد ازدحامًا كبيراً نظير مراجعة أهالي المجاردة له، مشيرين إلى أنهم في بعض الأيام ومن شدة الازدحام ينتهي الدوام الرسمي دون أن يتمكنوا من الوصول إلى الطبيب المعالج، مطالبين بضرورة إنشاء مركز صحي أسوة بالأحياء الأخرى في باقي المدن وإنهاء هذه المعاناة. وينتقد سكان الحي عدم توفر شبكة هاتف على الرغم من سوء شبكة الاتصالات للهاتف الجوال نعاني من عدم توفر شبكة هاتف أرضية، مطالبين الجهات المعنية في ذلك بسرعة التدخل وحل هذه المشكلة. وقد رصدت «عكاظ» خلال جولتها كابينة خاصة بشركة الاتصالات مكشوفة، وقد تعرضت لنبش أسلاكها من قبل معدات المقاولين العاملين في المشاريع البلدية. من جهته قال المتحدث الرسمي باسم المجلس البلدي بمحافظة المجاردة علي بن حنفان العمري ل «عكاظ» إن المجلس اهتم بمخطط الفيصلية لتطويره منذ بداية دورة المجلس، على أن يشمل التطوير تصريف المياه والسفلتة والإنارة، علما بأن المجلس البلدي زار المخطط أكثر من مرة للتغلب على بعض الصعوبات التي صادفت البلدية. وأضاف: ناقش المجلس البلدي في جلسته الأخيرة وضع المخطط والسفلتة، وطلب حث المقاول على الانتهاء من أعمال المشروع في أسرع وقت ممكن وذلك خدمة لأهالي المخطط.