أطلق صاحب متحف الوايلي التراثي عوض بن فارس بن غبن الخمعلي اسم «مقهى وحكايات الطيبين» على متحفه بعد أن نقل موقعه إلى حي الخليج شرق الرياض، وأجرى عمليات تطويرية لم تمس الجانب التراثي فيه، خصوصا أنه يحوي مقتنات جمعها على 20 عاما. ويعد متحف الوايلي من ضمن المتاحف الخاصة الحاصلة على ترخيص من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويتكون من ثلاث قاعات ومقدمة تضم ما يقارب (400) قطعة تقريبا تشمل بعض العملات المعدنية والورقية، كما تشمل بعض الأدوات الخوصية، والأدوات المصنوعة من الجلد كالقرب والنطع الذي يحمل فيه الطفل وقت السفر، والأدوات النحاسية المتمثلة في دلال القهوة والشت لحفظ الفناجين وقت السفر وكذلك بعض السحال والصفاري لغرض حفظ مياه الشرب. ويضم في إحدى زواياه بعض الحلي النسائية وأدوات الزينة وكذلك الأدوات الحجرية. وقد تم عرض محتويات المتحف التراثية من خلال تلك القاعات، مرتبة حسب الوظيفة والمادة، وذلك بوضع المعروضات داخل دواليب أو على أرفف، وأما القطع التراثية ذات الحجم الثقيل فمعروضة على الأرض مباشرة. وبين الخمعلي أنه خصص في عام 1424ه حديقة منزله لتكون متحفا بمساحة 200م تقريبا وبدأ البناء بفكرة عمل بدروم للمتحف والاستفادة من البناء العلوي، مشيرا إلى أن البناء اكتمل بعد عامين، ليبدأ على تصميم المتحف، لافتا إلى أنه استعان بذوي الخبرة أو من لديهم المقدرة على تصميم شكل للمتحف قبل التنفيذ. وأشار إلى أنه واجه بعض المصاعب لتوفير جميع المواد اللازمة للبناء وإظهار المتحف بالشكل المقنع، من خلال الاستعانة بمخلفات البيوت القديمة كالأبواب والنوافذ، ملمحا إلى أنه اتفق مع إحدى الورش لجلب ما تتطلبه الأبواب من إكسسوارات مثل مسامير أبو قبة، والمزاليج وغيرها. وأكد أن المتحف يحوي أكثر من ألف قطعة صغيرة وكبيرة، منها مصحف صغير جدا مخطوط يعود إلى تاريخ 920 ه ختم في نهايته، باسم ياقوت حموي ولديه المناهج الدراسية القديمة ومحتويات المدرسة القديمة الشنط والدفاتر والكتب، و« التلفون وأبو هندل» له أكثر من ستين سنة وأجهزة راديو تجاوز عمرها 70 سنة و «البشتخته» اسطوانات قبل الكهرباء يتعدى عمرها 80 سنة ومكواة الثياب التي تعمل على الفحم، ويزين الساحة الأمامية للمتحف عدد من السيارات القديمة ذات الطراز القديم جدا، مثل جمس، موديل 1977 وفوكس فاجن، موديل 1970 وسيارة الفورد الهاف، 1964م. وأشار إلى أنه قرر مع شريكه فرحان الهقشا العنزي نقل المتحف لموقع يشاهده أكبر عدد من الناس واختارا له موقع في شرق الرياض وأسميناه مقهى ومتحف حكايات الطيبين، لافتا إلى أن المتحف عبارة عن مقهى يغلب عليه الطابع التراثي القديم. وأرجع الخمعلي اختياره لاسم «حكايات الطيبين» إلى ثقته بأن الطيبين لايزالون موجودين في هذا الزمان، داحضا العبارة «راحوا الطيبين» التي أخذت تتردد في الآونة الأخيرة على ألسنة البعض، إذ مايزال هناك أناس يتصفون بالطيبة، حتى لو رجح البعض باندثارهم..