أعلنت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية «حياتنا» موقفها العلمي تجاه قضية «الإيذاء الجنسي ضد الأطفال في المملكة». وحول أبرز توصيات هذا الموقف العلمي في مجال الأدوار المناطة بالقطاعات المعنية، أوضح المتحدث الرسمي للجمعية والأمين العام الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني، أن الجمعية ترى ضرورة تبني الجهات الاكاديمية والبحثية ووزارة التعليم العالي لبحوث وطنية متكاملة وشاملة لتحديد حجم المشكلة، وتدعو وزارة الشؤون الاجتماعية لتبني حملة وطنية توعوية متكاملة في هذا الجانب، بالشراكة مع الجهات المعنية. وذكر الأمين العام أن من أهم التوصيات التي خرج بها الموقف العلمي مطالبة وزارة التربية والتعليم بدمج مفاهيم التربية الجنسية وطرق الوقاية من الإيذاء الجنسي بشكل أعمق في المناهج الدراسية وبرامج التوجيه والإرشاد والصحة المدرسية، وذلك وفق المفاهيم الإسلامية، وترى أن الحاجة الماسة لتطوير أنظمة رصد مشابهة لما يتوفر لدى المنشآت الصحية حيال رصد واكتشاف حالات الإيذاء الجنسي من خلال المدارس والتبليغ عنها. واستعرض المتحدث الرسمي لجمعية (حياتنا) تقرير السجل الوطني عن حالات إيذاء الطفل المسجلة في القطاع الصحي لعام 1433ه، الصادر عن مجلس الخدمات الصحية، والذي أشار إلى أن نسبة حالات الإيذاء الجنسي تشكل 21.3% من إجمالي حالات الإيذاء كما أشار للدراسة التي قام بها الباحث الدكتور علي الزهراني الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة الطائف على ثلاث مناطق عام 1422ه، شملت عينة من البالغين وطلبة الجامعات، وذلك لمعرفة مدى تعرضهم للإيذاء في مرحلة الطفولة، بما في ذلك التحرش الجنسي، وتأثير ذلك على حدوث اضطرابات نفسية لديهم، حيث أظهرت الدراسة أن 22.7% من أفراد العينة، قد تعرضوا للتحرش الجنسي بأنواعه المختلفة خلال تلك المرحلة العمرية (كلام، نظر، لمس، محاولة اعتداء أو اعتداء كامل). وتبين من نتائج تلك الدراسات والإحصاءات أن معظم حالات الإيذاء ناجمة عن أشخاص مقربين للطفل سواء من أفراد الأسرة، أو أصدقائهم، أو الأقارب، أو العمالة المنزلية. وحول حساسية بعض شرائح المجتمع حيال هذه القضية والتحدث عنها، أوضح الأمين العام ل «حياتنا» أن على بعض قادة الرأي والثقافة والإعلام، تفهم أهمية التوعية ببعض القضايا الحساسة في المجتمع والتي من أهمها الإيذاء الجنسي ضد الأطفال وما يتعلق بالتربية الجنسية، ومعالجة التحفظ المفرط لدى بعض أفراد المجتمع تجاه ذلك، وترى الجمعية ضرورة تبني برامج توعوية متكاملة حيال الوقاية من الإيذاء الجنسي والحد منه، على أن يتوافق ذلك مع القيم والثوابت الإسلامية، التي أولت ذلك الجانب الاهتمام والرعاية، حيث أمرت الشريعة الإسلامية بالحفاظ على العرض والنفس وسنت فيها أحكاما صارمة. وحول دور الوالدين في الحد من الإيذاء الجنسي ضد الأطفال، أبان الدكتور عبدالرحمن القحطاني أنه من المؤسف أن ثقافة تعليم الأطفال أساسيات الوقاية من التعرض للإيذاء الجنسي تمثل حرجا شديدا لدى الكثير من الآباء والأمهات، وهو ما يجب عليهم تداركه والعمل على تجاوزه لحماية أبنائهم، فهو مطلب شرعي لحمايتهم، وقد جاء في الحديث النبوي «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته».