قدم الفنان محمد الخبتي خلاصة تجربته الفنية بعد سنوات طويلة من المشاركات المختلفة والمتعددة في معرضه «حافة الغسق»، الذي أطلقه الفنان طه صبان في صالة أتليه جدة للفنون الجميلة، بحضور محبي ومتذوقي الفنون الجميلة. المعرض يمثل للفنان نقلة متجاوزة، وكما قال إنه لم يرد تقديم معرض تشكيلي.. في السابق بقدر ما كان يريد أن يقدم المعرض وأعماله له، فهو مؤمن بأن العمل هو من يقدم الفنان وليس العكس، واعتمدت تجربته على توظيف بعض القوالب أو ما يسمى غرافيكي بطريقة مبتكرة ومحاولة للتفرد، مع إضافة مفرداته ضمن نسيج اللوحة مع المحافظة على هويته وخصوصيته التي يحرص على إضفائها وتسيدها للمشاهد. كما تمثل التجربة أيضا قضية الصراع بين الإنسان والعولمة وتبعاتها. الفنان والناقد عبدالله إدريس قال عن المعرض «أخذ محمد الخبتي يخوض مساره عبر الساحة التشكيلية بتأنٍ وتأمل منذ سنوات ليست بالقصيرة، متزودا برؤية بصرية عبر ما يشاهده وما يلتصق بفكره من ثقافات وأساليب متعددة من هنا وهناك، فهو المتابع دون كلل أو كسل في محاولة لتشكيل ذاكرته البصرية والفكرية.. شارك منذ سنوات في معارض جماعية متعددة، والتقط في عمله عدة تأثيرات من أعمال وفنانين، محاولا الخروج بنتاجه وتفرده، ولكنه كان في تجربته يحاول أن يصيغ عمله عبر رؤيته.. في تجربته نكتشف مقاومته للبياض في اللوحة بالأثر، حيث يملأ فضاء البياض بتركيبات من قطع الكولاج لبقايا الزخارف يجاوره بطباعة غرافيكية امتدادا لمثل هذه الزخارف غير المحددة بحدود دقيقة؛ لأنها تتماهى في اللون المحيط. لوحته تمزج بين كل من النحت والتكوين، وهو ما يلبث الانغماس في الشكل الغرافيكي، مستغلا بذلك الآثار والعلاقات بعضها يأتي جاهزا والآخر من ابتكاره في شكل تزييني أكثر منه متحررا، ما يحمد لهذا الفنان بحثه الحثيث في تطويع مواده لبنائية لوحته وتكوين رؤيته عبر الرموز والخربشات والنقوش ضمن دوائر وخطوط حاده وتأطيرها في قالب زخرفي تحيطه الألوان المتدرجة». ويضيف الناقد علي ناجع «نصوص الخبتي باقية وتحيا في الزمن وتتجدد مع كل قراءة.. وتحضر في ذاكرة التشكيل لترسم على الدوام رؤية حافرة متيقظه يقظة باتره كضوء فجر والتماع أثر وتسبيح فنان أراد بها استنطاق ما تكلس وجمد وإكسابه طاقة وحيوية والمشاركة بإعادة تشكيل مشهدنا التشكيلي ووضع عيوننا أمام منتج فني أسر ومبدع.. فمرحى وحياك وكل معرض وتجليات فرشاتك حاضرة متدفقة».