في ذلك النهار كان المواطن هاشم مرعي أحد أبناء مدينة ضباء مهموما بحفر بئر في مزرعته وأعمل معاوله وفؤوسه في المكان وبعد أقل من مترين تنبه إلى آثار رماد ووسط الرماد عثر على قطعة ذهب تم سكها في العام 705 ه. بحث الراحل عن غيره ولم يجد سواه فاشتعلت الشائعات من ذلك اليوم عن وجود كنوز من الذهب والفضة في عمق آثار تبوك فبدأ العابثون في العبث والتنقيب حتى كادوا أن يهددوا آثار المنطقة بأسرها.. يقول أحمد بن عبدالله المنصوري المسؤول السابق عن الآثار في المنطقة إن الحالة وصلت إلى طريق السكة الحديد في ضباء وهي المعبر الرئيس للحجاج القادمين من بلاد الشام. وعن وجود الذهب في الآثار يؤكد المنصوري: لا يوجد ذهب حقيقي مخزون أو مطمور تحت الشواهد الأثرية وكل ما في الأمر أن أحدا عثر على قطعة أو قطعتين نقديتين سقطتا من أحد عابري السبيل. حديث المجالس المنصوري يضيف للأسف انتشرت الظاهرة في الآونة الأخيرة وأصبحت حديث المجالس فالبعض يهمس والبعض يقولها صريحة ونكاد لا نرى كومة حجارة أو قلعة من القلاع الممتدة على طول سكة حديد الحجاز إلا وتجد نبشا وقدر لي أن مررت بقلعة خشم صنعاء بين العلا وتبوك ودخلت إلى القلعة وذهلت عندما رأيت حفرة عميقة تصل إلى 3 أمتار وهذا الوضع ينطبق على مواقع أخرى غير مسورة ولا توجد بها حراسات ولاشك أن مثل هذه الأمور تؤثر سلبا على جمال الآثار وانقراضها مدير الآثار السابق يأسو على حال الباحثين عن الثراء في أعماق الوهم ويقول إن الآثار ثروة ثقافية صامتة ولا سبيل إلى الاستفادة منها ما لم نجبرها على النطق بما وعته وحفظته لنا نحن الأجيال التي جاءت بعدها وهذا لا يتحقق إلا بالبحث والدراسة والتنقيب والتمحيص وعلى المهتمين والمختصين في هذا المجال كشف خفايا هذه الشواهد الحضارية لتحكي لنا وتوضح ما كانت عليه الأجيال الغابرة وما استطاعت أن تسخر من معطيات الطبيعة في المقابل يرى الدكتور حسين بن علي أبو الحسن المساعد لنائب رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار أن الهيئة تضطلع بدور مهم في الحفاظ على الآثار ومعالمها في المنطقة وما يحدث من عبث مرفوض ومستهجن والمأمول نشر مرشدين للتعريف بالآثار وحمايتها وتثقيف العابثين حتى يتوقفوا عن عبثهم. ويقول المواطن فواز العنزي: صدمني وآلمني ما طال الآثار من تخريب متعمد ربما يكون من مراهقين لا يدركون مدى أهميتها وماذا تعني لزوارها، فهناك نقوش قديمة من آلاف السنين طالتها أيدي العابثين بالتشويه والتحريف ما أفقدها أهميتها وجمالها. مشيراً إلى أن الجهل وراء هذه الأفعال. ويتفق معه في الرأي والموقف سالم العطوي الذي يقترح نصب كاميرات مراقبة على المواقع الآثارية وإزالة التشوهات منها، ويمضي في ذات الاتجاه باحث الآثار طراد العنزي الذي يقترح تضمين ثقافة السياحة والآثار في مناهج المدارس فيما تحسر محمد العصباني على عدم معرفة البعض بالأهمية التاريخية لهذه الآثار مقترحا توقيع أقصي العقوبات على هؤلاء.