بالرغم من الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك وتسويرها للمواقع الأثرية من أجل المحافظة عليها من العبث والتدمير تمادى الحالمون بالثراء الزائف فانتهكوا حرمات المواقع التي تجسد حضارات أمم بائدة تعود لآلاف السنين، إذ يبدأون البحث والتنقيب داخل أسوار القلاع وخارجها؛ بحثا عن الذهب كما يعتقدون، مما أدى لتدمير وتلف الكثير من المواقع الأثرية. أشار المواطن خلف العنزي إلى أنه من المحزن رؤية الكثير من المواقع التاريخية والأثرية مدمرة نتيجة العبث من قبل ضعفاء الأنفس الذين يطاردون سراب الثراء عن طريق البحث والتنقيب عن الذهب والقطع الأثرية التي تحتويها المواقع الأثرية بين جنباتها وهي في واقع الأمر ملك عام ينبغي المحافظة عليه ومنع العابثين من تدميره. وأضاف تمثل هذه المواقع جانبا مهما من تاريخ وحضارات الأمم البائدة، وبعض المواقع الثرية في منطقة تبوك تعود لآلاف السنين، وبالرغم من جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وحرصها على حماية المواقع الأثرية من أيادي العبث والتخريب إلا أن البعض يقوم بقطع الأسلاك التي تحيط بالقلاع والمواقع الأثرية ويتمادى في عمليات التخريب والتدمير دون إدراك ووعي منه بما تمثله هذه الآثار من أهمية بالغة خصوصا في مجال التنشيط السياحي واستقطاب الزوار من مختلف دول العالم، مما يساهم في تنمية اقتصاد المنطقة الذي يعتبر جزءا من اقتصادنا الوطني، وهنالك دول يقوم 90 في المائة من اقتصادها على دخل السياحة من خلال استثمارهم للمواقع الأثرية وتطويرها والمحافظة عليها، ونحن نتمنى أن يتم تنمية ثقافة المجتمع ليبادر في المحافظة على هذه الثروة التاريخية والأثرية. من جهته، أوضح المواطن فهد البلوي بأنه زار العديد من المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة، ولاحظ قيام العابثين بتدمير الكثير من تلك المواقع التي يعود تاريخ البعض منها لآلاف السنين، ومن هذه المواقع مدائن شعيب، ومعبد روافة الذي يعتبر أحد المعابد الرومانية النبطية ويعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والديسة التي تنتشر على واجهات صخورها نقوش نبطية وإسلامية، ومنطقة حسمى ومنطقة تبوك فيها الكثير من القلاع الواقعة على طريق الحج الشامي والمصري، ومنها قلعة ذات الحاج، قلعة المويلح، قلعة الزريب، قلعة الأزلم، وقلعة المعظم، إلى جانب العديد من القلاع التي أنشئت في عهد الملك عبدالعزيز في بعض المحافظات، كما تضم محافظة تيماء العديد من المواقع الأثرية المهمة، منها السور الكبير الذي يحيط في مدينة تيماء القديمة ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد.