افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة امس مكتبة الملك فهد العامة في جدة، وذلك بحضور وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب ووكلاء الجامعة وعدد من المثقفين. وقد تحدث ل «عكاظ» وزير الثقافة والاعلام الدكتور محيي الدين خوجة في حفل الافتتاح قائلا ان خادم الحرمين الشريفين احد الرواد الاوائل في نشر العلم والتعليم، ولو نظرنا الى العدد الكبير للمبتعثين ضمن برنامجه للابتعاث الخارجي لوجدنا ما يربو على 150 ألف مبتعث ومبتعثة سيعودون محملين بالعلم والمعرفة لخدمة وطنهم في كافة المجالات مع زملائهم الخريجين من الجامعات السعودية، والتي حظيت اليوم باضافة 3 جامعات جديدة. واضاف ان افتتاح أي دار للمعرفة هو بمثابة اتاحة الفرصة وتمكين المواطنين والشباب من الجنسين للنهل من المعرفة، وها نحن اليوم نحتفل بافتتاح هذا المرفق الهام على يد صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله امير منطقة مكةالمكرمة وهو عمل عظيم يحسب له في منجزاته باذن الله تعالى، معربا عن شكره لوزير التربية والتعليم الامير خالد الفيصل ووزير التعليم العالي ومدير جامعة الملك عبدالعزيز وزملائه على جهودهم التي بذلوها في سبيل انجاز هذا المشروع الكبير، متمنيا ان تكون في جدة اكثر من مكتبة في مثل هذا الحجم والامكانات والمحتوى. ومن جانبه عاد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب بالذاكرة إلى 40 عاما خلت حينما بدأت الجامعة من خلال فكرة لأهالي المنطقة دعمها وأيدها الملك فيصل، يرحمه الله، وأوقفوا لها الكثير من المال والجهد إلى أن تحولت فيما بعد في كنف الدولة إلى جامعة عالمية متميزة، مضيفا ان مكتبة الملك فهد العامة تبدأ اليوم في أحضان الوقف العلمي للجامعة من خلال تبرعات وأوقاف دعمها أصحاب السمو الملكي الأمراء ماجد بن عبدالعزيز وعبدالمجيد بن عبدالعزيز، يرحمهما الله، وخالد الفيصل ومشعل بن ماجد، ويشرف افتتاحها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز امير منطقة مكةالمكرمة، مثمنا اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدعم هذه المكتبة، حيث كلف سموه لجنه برئاسة وزير التعليم العالي ومدير مكتبة الملك فهد العامة بالرياض ومدير الجامعة لاعتماد آليات دعمها والمشاركة بين هذين الصرحين المتميزين، معربا عن شكره لأمير منطقة مكةالمكرمة على تشريفه ورعايته لهذا الحفل ولجميع الداعمين والمتبرعين ولجميع أعضاء مجلس النظارة ولإدارة الوقف العلمي على هذا الجهد الذي أثمر هذه المكتبة الفريدة، آملا أن يكون هذا الصرح العلمي منارة لأهل جدة ومنبعا للعلم والمعرفة والثقافة والتوعية لكل الأبناء والبنات. وفي ختام الحفل كرم راعي الحفل كبار الشخصيات والمسؤولين الذين ساهموا في تأسيس المكتبة، وهم الشيخ اسماعيل أبو داود، الشيخ عبداللطيف جميل والشيخ خالد بن محفوظ، يرحمهم الله، الشيخ بكر بن محمد بن لادن، الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي، الدكتورة رفاء بنت محمد بن لادن، الدكتور غازي بن عبيد مدني، الدكتور محمد فطاني، الدكتور أسامة أبو النجا، الشيخ سعد السبيعي، الدكتورة رنا أبو زيد، هناء حسنين وخالد باوزير كما تم تكريم المتطوعين وأهم الجهات الداعمة كجمعية «إبصار» وفريق «زدني علما» ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز. ومن جهته، أوضح أمين عام جمعية «إبصار» محمد توفيق بلو ان الجمعية خصصت قسما من أقسام المكتبة لذوي الإعاقة البصرية أطلقت عليه اسم «إبصار»، منوها بدعم المكتبة للجمعية وافتتاحها القسم، مشيرا إلى أن المكتبة بادرت بالتواصل مع الجمعية لإنشاء وتجهيز قسم «إبصار»، حيث تم تركيب عدد من الأجهزة ذات العلاقة بذوي الإعاقة، وتوفير الأجهزة الالكترونية التي تساعد المعاقين بصريا على القراءة وهيأت موظفا وموظفة من ذوي الإعاقة البصرية ليقوما على خدمة القسم وزائريه. يذكر أن مكتبة الملك فهد العلمية تعد أول مكتبة بالمملكة تخصص أقساما مستقلة للشباب والأطفال والمرأة وتقدم مجموعة منتقاة من الكتب والمجلات والبرامج التي توافق ميول واهتمامات الشباب إضافة إلى برامج وأنشطة متجددة ومبتكرة لتقديم المعرفة للقراء في قالب عصري وإبداعي، وإنشاء مكتبة متخصصة للمرأة عبارة عن ملتقى ثقافي للسيدات يقدم مجموعة كتب ومجلات وبرامج تناسب اهتمامات المرأة وتثري فكرها وتنمي مهاراتها وقدراتها. كما تعد المكتبة صرحا معماريا عصريا أنشئ على مساحة 1700 متر داخل الحرم الجامعي وتم بناء المكتبة بتصميم يواكب التحولات العصرية التي يشهدها عالم الكتاب والمكتبات، ومبنى مكون من ثلاثة أجزاء يحتوي كل جزء على المجموعات الرئيسية من الكتب والمراجع المتنوعة التي يعتمد عليها في عمليات البحث والاطلاع، وهي مجموعة متنوعة وثرية تناسب مختلف ميول القراء من جميع الفئات العمرية.