رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القرار الإسرائيلي بعدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينين القدامى بشكل موجع، وفاجأ الجميع عندما أعلن خلال اجتماع القيادة الفلسطينية عن فشل المفاوضات مع إسرائيل، أعقبه التوقيع على انضمام دولة فلسطين ل 15 هيئة ومنظمة دولية في مقدمتها اتفاقيات جنيف الخمس، غير أنه ترك الباب مواربا أمام الوساطة الأميركية لتدارك الموقف قبل الانفجار، بعد ردود الفعل الإسرائيلية على الخطوة الفلسطينية. وبانتظار ما إذا كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيعود اليوم الخميس للمنطقة للقاء عباس، لإنقاذ المفاوضات من خلال الصفقة التي أعدها ورفضتها إسرائيل، من خلال الزج بموضوع جاسوسها الأميركي بولارد، والمطالبة بالإفراج عنه، ضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم قيادات فلسطينية أمثال البرغوثي وسعدات. قوبلت خطوة أبو مازن التوقيع على الانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية بترحيب فلسطيني رسمي وشعبي، بما في ذلك حماس، وجاءت ردود الفعل الإسرائيلية غاضبة فضلا عن انتقاد أميركي لقرار السلطة. المراقبون السياسيون أكدوا أن القيادة الفلسطينية كانت صادقة مع شعبها، فيما رأى قادة الفصائل الفلسطينية أنها خطوة جيدة ولاقت القبول والترحيب من الجميع، فيما أجمع قادة الفصائل على أن الخطوة القادمة والأهم إنجاز المصالحة الوطنية. وسائل الإعلام الإسرائيلية من جهتها، اعتبرت قرار أبو مازن بالتوجه لمؤسسات الأممالمتحدة «قلبا للطاولة» و«استعراض عضلات». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها: إن السلطة الفلسطينية تقوم بالتصرف كدولة مستقلة، معتبرة أن عباس كشف عن وجهه الحقيقي في رفضه للتوصل إلى حل وسط للازمات التي تعترض طريق المفاوضات على حد زعمها. ونقلت الإذاعة عن تلك المصادر قولها إن قرارات عباس سيكون لها نتائج خطيرة على كافة المستويات، زاعمة أن الرئيس الفلسطيني أفشل مهمة كيري قبل عودته المرتقبة اليوم الخميس للتوصل إلى اتفاق. وكمحصلة نهائية فإن خطوة الرئيس أبو مازن كانت موفقة أحرجت واشنطن وتل أبيب على السواء.