«ما زلت أتحسس تراب الثرى في يداي اللتين دفنتهما، وأستشعر عبق ريح طيبة صاحبت وفاتهما». بهذه الكلمات بدأ شهاب بن حريز سرد قصته عن وفاة والديه التي حرمته من المشاركة في المجموعة الاولى ببطولة عكاظ للبلاي ستيشن. وشهاب البالغ من العمر «25 عاما» هو احد مشاركي بطولة «عكاظ» الدائمين منذ عام 2002م عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان يسعد بالحضور بصحبة والده لموقع المسابقة، بينما كانت والدته دائمة التواصل معه هاتفيا قبل وبعد كل لقاء للدعاء له بالتوفيق والفوز ومن ثم تهنئته. وبدأت قصة شهاب مع تلك الظروف التي آلمته بفقدان أعز نفسين على قلبه «والديه»، عندما ذهب برفقة والده لزيارة والدته التي كانت تعاني من مرض عضال ومتواجدة منذ فترة طويلة في حالة حرجة بالعناية المركزة، وعند نهاية الزيارة أصر والده على البقاء في المستشفى برفقة زوجته، فغادر شهاب متجها الى معشوقته بطولة عكاظ والترويح عن حالة الحزن التي تعتصره ومن ثم العودة مجددا، الا ان اتصالا مفاجئا من المستشفى بعد مغادرته بدقائق طلب منه العودة سريعا ليفاجأ بوالده وقد فارق الحياة «وفاة طبيعية» وهو جالس جوار زوجته المريضة محتضنا يدها. ومر شهر من الزمان فسلمت والدته روحها الى بارئها أيضا، ليمر الابن بشهر عصيب من ألم الفراق مستغفرا وحامدا الله عز وجل على هذا الابتلاء، ومرددا الدعوات لوالديه والاستغفار لهما. يقول شهاب: اعتصرني الألم هذا العام ومازلت أتحسس تراب الثرى في يداي اللتين دفنتهما وأستشعر عبق تلك الريح الجميلة التي صاحبت وفاتهما وحتى أثناء تقبل التعازي، وكم أنا مشتاق لصوتهما الحنون ودفء المكان الذي كان يجمعني بهما وذلك الدعاء الذي كانا يحصناني به. وأضاف: بعد مرور أسبوعين من الوفاة، استقبلت اتصالكم للسؤال عن سبب تغيبي عن المسابقة وسعدت بدعمكم لاعطائي فرصة الحضور للمجموعة الثانية تعويضا على ما فاتني، وعزمت على تلبية الدعوة وانتصرت في اول لقاء في البطولة الا انني شعرت بغصة وحزن في صدري لعدم استقبال اتصال امي وتواجد والدي كما تعودت في بطولات عكاظ السابقة. وحاولت «عكاظ» ابعاده عن أجواء الحزن بسؤاله عن اهتماماته وطموحاته. فأجاب: طموحي أن اكون مراسلا تلفزيونيا رياضيا وأحب جدا الاعلام وأتمنى ان اعمل به يوما لأرفع رأس والداي فخرا وعزة. وكان مجموعة من المشاركين القدامى في بطولة «عكاظ» قد قدموا التعازي لرفيقهم شهاب بن حريز وعلى رأسهم وليد فلمبان بطل بطولة «عكاظ» الثالثة للبلاي ستيشن الذي قام بمساندته ودعمه ليواصل المشاركة في المسابقة.