في الماضي، كنا نستمع لإذاعة البرنامج الثاني، وإن حالفنا الحظ في يوم صاف إلى إذاعة مونت كارلو، ومع الأيام تعددت المحطات والخيارات وهو ما يعتبر أمرا إيجابيا، إلا أن ما تسمعه من غرائب يجبرك على إغلاق المذياع. أحد البرامج انفعل مقدمه قائلا: (هذه طريقته وأسلوبه ولن يغيرها واللي مو عاجبه لا يسمع البرنامج!)، وآخر يريد فرض رأيه (بالقوة) مخطئا رأي أحد المشاركين وكأنه يقدم البرنامج بمبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي. أيضا إدارة الحوار تشهد كثيرا من المقاطعات وكأنك تستمع لحوار بين المقدم ونفسه، وهذا يقود إلى مشكلة اختيار المواضيع والتي كثرت فيها السطحية التي لا تضيف للمستمع سوى حرق الأعصاب مما يطرح. أما الكوميديا، والتي أصبحت متنفسا في الزحام، ورغم وفرة خفاف الظل مع انتشار (الستاند أب) كوميدي، إلا أنها أصبحت عبارة عن استوديو مليء بالأشخاص الذين يضحكون على أي شي في تلك اللحظة، لدرجة أنه لو دخل عليهم المنتج وأخبرهم أن الإذاعة أغلقت وجميعهم فصلوا لاستمروا في الضحك!! إن جودة الطرح والرقي في النقاش واحترام عقلية المستمع والكوميديا الراقية، من أهم العناصر لنجاح أي إذاعة، ودور الإدارة يتعدى مجرد تعبئة وقت على الهواء أو استقطاب معلنين، فالمحتوى يساعد على مضاعفة الإعلانات بل هو إيضا رسالة ومساهمة في نشر ثقافة ووعي. دور وزارة الثقافة والإعلام لابد أن يأخذ مسارا مختلفا بتقييم وتصنيف هذه الإذاعات، باستفتاء للمستمعين على مستوى المملكة، فدرجة التقييم تعطي دافعا قويا لخلق بيئة تنافسية بين الإذاعات والبقاء للأفضل لنا كمستمعين، أو الرجوع للإذاعات المحلية وربما محرك الMP3.