الإذاعة السعودية في سنواتها الأخيرة ليست الإذاعة قبل عشر أو عشرين سنة مضت. واليوم وإذاعتنا الفتية تحتفل بمرور خمسين سنة على انطلاقتها، فقد حققت الكثير من التقدم عبر الأثير من تحول في البنية التحتية لها من المعدات والكادر الإذاعي والنظام التقني التي ثبت عليه وتصل بواسطته إلى أصقاع الدنيا والشيء المهم الذي حققته وتقدمت به هو جودة البرامج والتوزيع الذي يقع خلف المذياع ومستوى ثقافته وحرية حركته وعبارته ومدى ارتباطه بالمستمع حيث لاحظنا في الآونة الأخيرة ارتباط مستمع الإذاعة بها بشكل كلي؛ فقلما تجد برنامجاً ليس مرتبطاً بالمستمع أو لا يشارك فيه على الهواء، ولذلك تحقق من ذلك مشاركة المواطن أو المستمع للإذاعة إبداء المقترحات أو طرح الآراء سواء في أمور التنمية أو ملاحظاته على ما يقدم من خدمات أو لأية رغباته في البرامج الإذاعية التي يستمع إليها ويتابعها وتحولت إذاعتنا من نشرات أخبار وبرامج موجهة إلى محطة ليستمتع بها المستمع ويستفيد من برامجها الترفيهية والتثقيفية، وتؤسس لبرامج التنمية التي يشارك فيها المواطن فكان البعض يرى في السابق أن الجهاز الوحيد الذي لا يتغير ولا يتأثر من تطوير وتغييرات أي وزير جديد للإعلام هي الإذاعة لكنها الآن بعد تحويلها مع التلفزيون إلى هيئة مستقلة سيطورها كثيراً، وذلك بفضل برامج التطوير التي أسس لها الملك عبدالله -حفظه الله- وشملت كل شيء في بلادنا، ومنها الإذاعة التي تحولت إلى وسيلة إعلامية جاذبة تنافس أحياناً التلفزيون والصحافة. وبالمناسبة كان لي علاقة بالإذاعة وأنا أعشق التعامل معها؛ حيث كنت مراسلاً لبرنامج من أرجاء الوطن في أواخر السبعينيات الميلادية وأول الثمانينيات عندما كان الأستاذ عبدالعزيز المنصور مديراً للإذاعة وكانت أياماً جميلة تربطك بالمستمع للإذاعة وقد ذكرت الأستاذ عبدالعزيز بذلك عندما قابلته بمنزل الشيخ حمد الجميح قبل فترة ورويت له بعض القصص في هذا البرنامج، ومؤخراً كان لي شرف الاشتراك مع المذيع اللامع هلال الرحيمي ويحي الصلهبي في برامج مباشرة تربط المستمع مع إذاعته في قضايا حوارية جميلة. تحية لإذاعتنا الفتية بهذه المناسبة ولمنسوبيها، وعلى رأسهم مديرها اللامع الأستاذ صالح المرزوق، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح.