اعتبر الناقد الدكتور سعيد السريحي أن الديوان الأول للشاعر محمد الثبيتي «عاشقة الزمن الوردي» مثل تورطا في اقتحام مجاهل الشعر، وأن الديوان يحمل التوتر الذي يجعل علاقة الشاعر بالشعر علاقة قتل وبعث، ويشمل بعض القصائد الحبلى بالألم، موضحا أن بعض قصائد الديوان ينتمي للشعر العمودي، والبعض الآخر ينتمي للشعر الحر، وذكر أن الديوان لم يحتمل بعض القصائد لكونها ولادة فجة ينقصها الانصهار في عمق الجرح ودماء الورد، جاء ذلك خلال محاضرته «عن تجربة الشاعر محمد الثبيتي الشعرية» التي ألقاها بمجلس ألمع الثقافي البارحة الأولى، وأدارها الكاتب محمد البريدي. ورأى السريحي، خلال تناوله لديواني الثبيتي «التضاريس» و«موقف الرمال»، أن رؤية الشاعر للغة بما لها من وجود كوني شامل تجعل للنهر وللبروق وللمدلجين بوادي الخوف لغة، وتحول الصمت إلى لغة شاهقة، وقال: «هناك أربع سنوات تفصل بين تجربتين تنتميان لأفقين شعريين متباينين أصدر خلالها الثبيتي ديوان (تهجيت حلما تهجيت وهما)، وهذا الديوان شكل قطيعة بين الشاعر وتجربته في ديوانه الأول»، وذكر أن الحلم والوهم حظيا بتعالق مبكر في تجربة الثبيتي، ويمكن لنا أن نلمسه في ديوان «عاشقة الزمن الوردي»، حيث يأتي ذلك المخاطب المجهول، والذي لا يستبعد أن يرى فيه الشاعر نفسه حين يجردها مخاطبا إياها باعتبارها وهما وعطرا وغيمة ونورا يحمي الحلم من الضياع، وأن الرمل لا يلبث أن يتألق في عنوان الديوان الرابع «موقف الرمال»، مشيرا إلى أنه إذا كان الرمل قد حظي بهذا الحضور انطلاقا مما له من ميزة تجعله قابلا أن يكون حاملا للأثر قابلا للكتابة عليه وقراءة ما تم رسمه أو خطه فوقه حتى أصبح على الرمل بابا من أبواب السحر، ولفت إلى أن حضور الليل في ديوان «تهجيت حلما تهجيت وهما» من خلال تكراره أكثر من تسع عشرة مرة، منح الليل وجوها كالمرايا جعلته قادرا على أن ينحت وجها ويعلق أغنية، مضيفا أن الاحتفاء بالليل يعد امتدادا للاحتفاء بالحلم، ليس باعتباره وقتا للنوم، حيث يقوم عالم الحلم، وإنما باعتبار الليل انكشافا لعوالم يحجبها ضوء النهار. حضر المحاضرة كل من إبراهيم مسفر الألمعي، الكاتب إبراهيم طالع، الأديب إبراهيم مضواح الألمعي، الدكتور عبدالرحمن البارقي، الشاعر محمد البارقي، والروائي إبراهيم شحبي.