الفنان التشكيلي فهد الحجيلان أحد أهم التشكيليين السعوديين، صاحب فكر وطرح فني مختلف، جرد الواقع بثقافة فنان ممارس وبرؤية ناقد فني، جمع بين التلاعب بالفرشاة نحو الارتقاء بالفن وبين ما يحمله من فكر وثقافة أهلته لأن يكون أحد المؤثرين في المشهد السعودي، شارك في العديد من المعارض الفنية داخل وخارج المملكة، أقام عدة معارض فنية لاقت نجاحا ورواجا، كشف ل«عكاظ» أنه يرسم للذكرى وللإنسانية وللتاريخ، رافضا الحديث عن أهم أعماله التي فقدها في مشاركة رسمية لوزارة الثقافة والإعلام خارج المملكة، واكتفى بالقول «يؤلمني الحديث في هذا الموضوع».. وإلى نص الحوار: كيف يقيم الفنان فهد الحجيلان ما يدور في الساحة التشكيلية حاليا؟ الحراك كبير ومتنوع ومثمر الآن في الساحة التشكيلية (أتحدث عن مدينة جدة) بحكم إقامتي الدائمة هنا.. عدد لا بأس به من صالات العرض الخاصة النشطة، في مقدمتها مؤسسة المنصورية وأتيليه جدة وغاليري الأيام والمركز السعودي والعالمية وأجنحة عربية وأثر، وانضمت مؤخرا صالة نسما الحديثة، بالإضافة لمركز تسامي وصالة الراحل عبدالحليم رضوي أحد رموز الفن السعودي الخاصة بجمعية الثقافة والفنون الكثير من المعارض الشخصية والجماعية للكثير من فناني المملكة يفضلون إقامة معارضهم هنا، ونشاهد معارض جديدة كل أسبوع تقريبا.. وشاهدنا مؤخرا آرت جدة في فبراير الماضي.. كل شيء على ما يرام في العمل مع منظومة من المبدعين هنا والعديد من الموهوبين، وهذا يثري الحركة التشكيلية، والقادم أجمل إن شاء الله. رأيك الشخصي فيما تقدمه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»؟ أعتقد أن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية تحتاج للكثير من الوقت لنتحدث عنها.. هي تحتاج للكثير من الدعم والإمكانيات، وهي تقدم شيئا رائعا في حدود المتوفر لها من إمكانيات، وإن كان فرع جدة نشطا بعض الشيء؛ بسبب تحركات وديناميكية مديره الزميل الفنان نهار مرزوق.. كما أن تجاوب وتحركات الزميل محمد المنيف أضاف الشيء الكثير من الزخم لأنشطة الجمعية.. وعلى المستوى الشخصي أنا متفائل. هل أدت وزارة الثقافة والإعلام دورها مع التشكيليين والتشكيليات؟ وزارة الثقافة.. لا أستطيع تكوين رأي، فأنا لا أتابع الصحافة منذ خمس سنوات.. كل ما أعرفه أنها تجيز المعارض، والشكر لها أن ساهمت في تخفيف العبء عن الفنانين في سرعة إجراءات إجازة الأعمال الفنية بفضل التجاوب والتحركات النشطة للزميل الدكتور صالح خطاب.. كل شيء على ما يرام لم نعد نحتاج لدعم، ولكن نحتاج لتقدير لما نقدمه بجهود ذاتية، وكل ما يهمنا أن نقدم شيئا يليق بالحركة التشكيلية هنا. ما الفارق بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما كانت تشرف على الفنون البصرية وبين وزارة الثقافة والإعلام بعد انتقال إشرافها على الفنون؟ في حقيقة الأمر لا فرق بينهما، فهم يقدمون نفس الأنشطة ولا جديد برغم الجهود الكبيرة التي يقدمها المسؤولون عن الأنشطة التشكيلية، ولكنها في حدود المتوفر لهم.. لهم التحية والتقدير. كيف يقيم الفنان فهد الحجيلان التشكيل النسائي إن صح التعبير؟ تقصد المبدعات من التشكيليات.. أعتقد أنهن يشاطرن المبدعين من التشكيليين العطاء والتجربة والأنشطة والمشاركات المشرفة داخليا وخارجيا في كل شيء، وهناك تنافس حميد يأتي للصالح العام.. وأذكر على سبيل المثال تكريم الفنانة علا حجازي في ماليزيا من أحد أهم المتاحف هناك، والمشاركات المتعددة للفنانة مها الملوح في أكثر من مناسبة دولية.. والكثير من الصور المضيئة للكثير من المبدعات في مشاركاتهن.. حتى في الريادة هناك الفنانات صفية بن زقر ومنيرة موصلي وغيرهن. سبق لك تجربة مع فقدان عدد من أعمالك الهامة في مشاركة دولية بإشراف من وزارة الثقافة والإعلام.. هل عادت الأعمال، وما تعليقك؟ لا أرغب في الحديث عن فقد أحد أعمالي في أحد المعارض الخارجية التابعة للوزارة وعدم تجاوبهم وتجاهلهم.. أحترم الجميع وأتغاضى عن بعض الأخطاء للصالح العام.. يؤلمني الحديث في هذا الموضوع.. أغلقت الموضوع وسألت الله أن يعيد لي ضالتي أو يعوضني خيرا عنها.. ما جديد الحجيلان، وكم من المعارض أقمت داخل وخارج المملكة؟ أقمت 12 معرضا شخصيا، وشاركت في الكثير من المعارض، ومثلت المملكة في أكثر من مناسبة.. ومن الصعب التحدث عن تجربتي.. أترك الحكم على ذلك لكم وللنقاد وذائقة المهتمين بالفن التشكيلي.. آمل أن أكون قد قدمت شيئا يليق بالذائقة هنا. مارست الفنون في مصر وفي المملكة.. هلّا حدثتنا عن الفرق بينهما؟ أقامت أسرتي في مصر أكثر من 18 عاما بسبب عمل والدي، وقد كانت فترة مؤثرة في تكوين الذاكرة، ولكن ما أود لفت الانتباه له أن المدينة التي كنا نقيم فيها تشبه إلى حد كبير منطقة القصيم ولم يكن الاختلاف كبيرا، ولكن قد يكون لانتشار الفنون البصرية والتجربة التشكيلية ومراكز الشباب ودور الثقافة الأثر في ثقل تجربتي.. من المهم أن يكون هناك دور للثقافة ومراسم وملاعب ومجلات دورية محلية لدعم ومساعدة الشباب لتنمية المواهب الشابة في جميع المجالات؛ لأن دعم الشباب هو دعم للمستقبل. كيف استفدت من تجاربك الفنية، ومتى ترسم، ولمن؟ التجريب والتأمل وتراكم الخبرات والاحتفاظ بالمهم وتطويره لما يخدم الفكرة في أعمالي والبحث في الذاكرة وعدم التكلف.. كلها تساعد الفنان على تقديم تجربة متصلة وثرية.. تفرغت للعمل الفني منذ 1999م، وأملك الكثير من الوقت لممارسة هوايتي.. وأرسم للذكرى وللإنسانية وللتاريخ، فالفنون والثقافة هما ذاكرة الشعوب. يقام بين الحين والآخر معارض لبعض كبار الفنانين العرب.. هل ترى أنها أفادت الحراك التشكيلي هنا؟ أعتقد أن بعض العروض الفنية الفردية لبعض كبار الفنانين العرب أو مشاركاتهم في بعض المعارض أثرت التجربة، وبحكم تجربتي والمساهمة في إقامة بعض تلك المعارض لفنانين كبار في أتيليه جدة كالفنانين عمر نجدي وفرغلي عبدالحفيظ وعادل السيوي وغيرهم كثير.. نرحب بهم ونرحب بإجراءات أكثر يسرا لمرافقة الفنانين لأعمالهم ومعارضهم في المستقبل. كيف تفسر تأخر إنشاء متحف للفنون التشكيلية السعودية المعاصرة؟ أعتقد أن المملكة تملك تجربة تشكيلية عظيمة متى ما تم الاهتمام بها وتقديمها بشكل يليق بالجهود التي توفرها الحكومة الرشيدة، والدعم غير المحدود للقائد الغالي خادم الحرمين الشريفين حين كرم التشكيليين بافتتاح معرض مسابقة السفير في ألمانيا وتوجيهه الكريم بدعم الفن التشكيلي لهو أكبر دليل. والمملكة فعلا تحتاج إلى متحف للفنون التشكيلية.