رغم عدم وجود معاهد عالية وطنية تدرس الفن والموسيقى، إلا أن الفن السعودي يشار إليه بالبنان دوما سواء من حيث عدد الفنانين أو من ناحية الكيف، حيث يتواجد في الكثير من المحافل العربية والعالمية، كما أن السوق السعودي يعتبر من أعظم الأسواق الاستهلاكية للفن والثقافة.. وفي كل إجازة أو مناسبة وطنية، يرحل البعض سريعا خارج الوطن إلى بلدان شقيقة مجاورة صغيرة وحديثة لا تقارن بالوطن القارة؛ للبحث عن وقت مستقطع جميل بصحبة الأهل أو الرفاق أو الذات، لحضور مسرحية أو أغنية أو فيلم. حتى الاحتفال بيوم الوطن يتم عند البعض خارج الوطن. وفي إجازة ربيع هذا العام، كان الاستنفار على أشده في المطارات والنقاط الحدودية. حضر الكل: من الوطن للوطن الافتراضي المؤقت. في مكان مفتوح ومنظم وآمن.. حضر المغني والجمهور والمعد.. حضروا هنا لقضاء وقت جميل مع عوائلهم، ليروحوا عن أنفسهم.. بصحبة الموسيقى والأغاني غير الماجنة التي تدعو للحب والفرح والسلام والمسرات. الفن بشكل عام، يدعو عبر رسالته المضمرة إلى حب الحياة والبناء، ويدعو بلا عناوين مباشرة وصارخة لنبذ التطرف، والدعوة لعيش حياة طبيعية. الفن أعظم الأدوات على الإطلاق بما يملكه من أدوات المتعة والتشويق، في غرس قيم الحب والتسامح والبذل والعطاء وحتى الحث على النضال. بشرط التوظيف الجيد. في وطن كبير وعظيم كالمملكة، للناس رغبات وحاجات مختلفة، لكن أحيانا صوت الأقلية المرتفع يحجب أشياء كثيرة وممكنة في ظل صمت الأكثرية. لن نلوم الناس، الباحثين عن الراحة والترفيه لهم ولأطفالهم مادام لا يجدوه في وطنهم الأم. برامج تعد هناك بعناية لاقتناص تلك اللحظات السعيدة. واستثمارات تبذل من أجل الاستفادة من جيب ورغبات المواطن السعودي التي لا يجدها في وطنه الأم! مليارات الريالات التي تنفق بسبب ضيق الأفق الثقافي. والفن عموما يعتبر من عوامل الجذب السياحي في أغلب دول العالم. وأي سياحة بلا فن تعتبر عرجاء.