لا تتوقف الروائية فاطمة آل عمرو عن الانتقال من مكان إلى آخر للترويج لكتابها الذي أثار الكثير من الجدل في المشهد الروائي، ومنذ إطلالتها الأولى في عالم الثقافة والأدب خطت لنفسها مسارا مختلفا، ومع إصدارها لروايتها البوليسية «اغتيال صحافية» برهنت فاطمة على قدرات مميزة وقلم متدفق وخيال لا ينقطع مع تسلسل أحداث يخلب الألباب، وتستكمل ابنة الصحافة ومن عاشت في دهاليزها سلسلة بوليسية من المرجح بأنها ستضيف كثيرا إلى المشهد الروائي.. فاطمة تحدثت مع (عكاظ) حول الكثير من الأمور الثقافية والإعلامية .. فإلى نص الحوار. شهادتك في علم الاجتماع ورغم ذلك سكنتك الصحافة ودخلت دهاليزها ثم خرجت منها، لماذا الابتعاد عن بلاط صاحبة الجلالة؟ - لم يكن ابتعادي عن الصحافة بمحض إرادتي بل كان نتيجة لمكائد نسائية غير مهنية، وصحفيات متطوعات هدفهن إثارة الفتن، ولم يكن لدي الوقت الكافي للثرثرة والاستماع أو التبرير لكوني صحافية ميدانية بيدي ملفات تحمل هموم المواطن والمقيم ومؤلفة، وأرى أن تستفيد المؤسسات الإعلامية من تلك الكوادر وتجعلهم يلقون محاضرات يومية، فأرى أن لديهم القدرة على فن الإقناع، والثرثار يجب أن يخرج خارج إطار العمل الصحافي الذي تنقصه ثقافة العمل، لذلك فهو يجد الوقت الكافي للمحاربة بغية الوصول إلى القمة على حساب شخصيات معروفة. دخولك لمعترك الرواية البوليسية هل كان له علاقة بدخولك في الأساس بمجال الصحافة، ثم أين فاطمة من العمل الصحفي اليومي؟ - لقد رأيت عملا ينطبق عليه الطابع البوليسي، والإعلامي لا يمكن أن يعتزل أو يخرج من ثوبه الصحافي، ويحتاج كغيره لاستراحة قد تطول وقد تقصر، فغيابي عن الصحافة عوضني لكتابة روايتي البوليسية، وكانت نتيجة هذا التفرغ مولد باكورة إنتاجي. بالدخول إلى روايتك «اغتيال صحافية».. هل «سندس» هي فاطمة آل عمرو في شخصيتها وأسلوبها ولو بجزء من الظروف المتطابقة؟ - إذا تحدثت بلسان إحدى المتضررات فهذا لا يعني أن الرواية سرد لتجارب شخصية، فالمرأة تواجه ضغوطات في كل مناحي الحياة، وليس في مجالٍ بعينه كالصحافة، خاصة في المجتمعات الذكورية التي لا تعترف بالمساواة، وصحافتنا فيها هضم لحقوق المرأة. ولا تعترف وزارة الثقافة والإعلام بالصحافية وهيئة الصحفيين مع الأسف لم تخدم ولم تدافع عن حقوق أي صحافي، ولا تملك الصحافية حرية في اتخاذ قراراتها داخل المؤسسة وتعاني من ضغوطات نفسية ومادية لا تكفي متطلبات حياتها ومجتمعنا مع الأسف الشديد يتحدث أكثر مما يسمع، وكل صحافي يشكو على ليلاه، فلم أطرح أي وجهة نظر شخصية، فأنا أكتب لأحقق ذاتي. ماذا عن سلسلة بوليسيات التي صنفت أيضا بكونها أول سلسلة بوليسية، وعلمنا أنك ستقدمين مشروعا روائيا جديدا غير مألوف، بمن تأثرت؟ - انتهيت أخيرا من سلسلة بوليسيات في عددها الأول بعنوان «جريمة معلقة» وتضم عشر قصص لجرائم القتل بأنواعها وتحمل قصصا لبعض الدول العربية، وستكمل «سندس» مشوارها لتعد الشخصية المحورية في كل إصدار، أما مشروعي القادم فهو جديد فكرة ومضمونا وسأفصح عنه بعد الانتهاء من الترتيبات الأخيرة، إذ تأثرت بكتابات عدد من رائدي الرواية البوليسية منهم أجاثا كريستي، وآرثر دويل، وقرأت لنجيب محفوظ في مجموعته «الجريمة»، وفي طفولتي كنت من عشاق متابعة المسلسل الأميركي المفتش Columbo للممثل بيتر فولك. حازت روايتك «اغتيال صحافية» على تقييم مميز، حيث اعتبرت من ضمن أفضل الروايات العربية، ما قصة هذا الأمر؟ - هذا صحيح وصنفت أيضا من ضمن أفضل العناوين لعام 2013 م.. وهذا النجاح أعتبره نجاحا للمرأة السعودية والعربية، وأتمنى أن أوفق في هذا الطريق الذي أحببته لأننا في طور التأسيس لذا ستشارك السلسلة في المعارض الدولية القادمة لهذا العام إلى جانب روايتي السابقة «اغتيال صحافية».