حققت المملكة إنجازا طبيا دوليا بقبول ما يزيد على 70 طبيبا سعوديا في اختصاصات مختلفة في المستشفيات والمراكز الطبية الأمريكية، عبر برنامج المطابقة الطبية الأمريكية الذي تنافس عليه هذا العام ما يزيد على 40 ألف طبيب أمريكي وأجنبي. ورفع الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد بن عبدالله العيسى التهنئة إلى القيادة الحكيمة، مشيرا إلى أن هذا النجاح يأتي ترجمة لرؤية قيادة الوطن في الاستثمار في الإنسان السعودي عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يثبت يوميا نجاحه. من جانبها، بينت رئيس الأقسام الطبية والعلوم الصحية في الملحقية الثقافية الدكتورة سمر بنت محمد السقاف أن دعم قيادة الوطن ووزير التعليم العالي وثقة الملحق الثقافي في أمريكا التي ترجمت الاتفاقات مع أعرق وأهم الجامعات والمراكز الطبية الأمريكية، ودفعت بخطة الأطباء السعوديين من مجرد الحلم إلى واقع يسجل منجزا تاريخيا للوطن. «عكاظ» تواصلت مع عدد من الأطباء المقبولين لمعرفة تجربتهم في القبول والعقبات التي واجهتهم، حيث ذكر في البداية الدكتور لؤي الحازمي تخصص باطنة: «بدأت مسيرة الحصول على القبول في الزمالة الأمريكيه نهاية عام 2011م في شيكاغو والتي استمرت لمدة سنتين لينتهي بي المطاف في ولايه أوهايو بالتحديد مدينه توليدو، حيث لم تكن بذات السهولة التي كنا نتوقع، فعدد السعوديين المتنافسين على مقاعد الزمالة ازداد عاما بعد عام، ولكن كان الفضل بعد الله للملحقية الثقافية السعودية في واشنطن التي وفرت كل سبل النجاح لتجاوز هذه العقبات، من تذاكر سفر وعقد اتفاقيات من شأنها أن تزيد فرص القبول للمبتعثين. واعتبر الدكتور عمر القرني، تخصص التخدير والعناية المركزة أن التحضير للاختبارات أخذ منه وقتاً ما يقارب العامين، والدراسة تحتاج جهد 10 ساعات متواصلة يوميا، وأضاف: «بعد فراغي من الاختبارات قررت نيل الماجستير في البحث الطبي لتطوير السيرة الذاتية، وكسب خبرة في مجال البحث مستقبلا، كما أن البرنامج ذو نفس طويل وصبر ولا توجد نتائج سريعة». وقال إبراهيم عبدالله صندقجي المبتعث من جامعة طيبة: «لقد قبلت ولله الحمد في البورد الأمريكي لطب الأطفال في جامعة جورج واشنطن، وبدأت قصتي منذ أن تخرجت من كلية الطب من جامعة المؤسس وانضممت لجامعة طيبة كعضو هيئة تدريس، عندها قررت إكمال دراستي العليا وتخصصي الدقيق في أفضل مكان على مستوى العالم، لأعود لأرض الوطن حاملا آخر ما توصل إليه العلم الحديث من تطور في المجال الطبي لنكمل مسيرة العلم والتطور التي تشهدها مملكتنا الحبيبة، وحيث أن وجهة الكثيرين من الخريجين من كليات الطب هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، نظرا لما تشهده من تطور وتقدم على مستوى العالم في مجال التعليم والأبحاث، كان القبول في البورد الأمريكي من المهمات الصعبة والتي تستلزم القيام بامتحانات عديدة تستغرق سنوات من التحضير والاستعداد، وأحمد الله عز وجل أن ألهمني الصبر والمثابرة للقيام بكل هذه الخطوات مع طيلة وقت الانتظار وصعوبة الامتحانات، ومع نهاية هذا المشوار الطويل أكرمني الله بالقبول في جامعة من أعرق الجامعات الأمريكية، ولا أنسى دعم وتشجيع والدي ووالدتي حفظهما الله وزوجتي الغالية طيلة هذه السنوات من الغربة والجهد المتواصل، واسأل الله عز وجل أن يوفق كل الأطباء للحصول على أفضل الفرص للتخصص ويحققوا أمنياتهم». وتابع الدكتور أحمد إمام: «تخرجت من جامعه أم القرى وتم ابتعاثي لكندا في 2009 لدراسة الماجستير في البحث الإكلينيكي وأتممت درجة الماجستير في 2011م، وبعد ذلك عملت كباحث إكلينيكي في جامعه بريتيش كولومبيا، وطبعا أثناء هذه الفتره كنت أحاول الحصول عل قبول في كندا ولم يكتب لي التوفيق، فحولت هدفي لأمريكا وألتحقت بمعهد كابلان في فانكوفر كندا، وعملت الاختبار الأول بعد 9 شهور من الاستعداد، ومن ثم عملت الاختبار الثاني الجزء العملي بعد شهر من الاختبار الأول والاختبار الثاني الجزء النظري كان بعد 3 أشهر من الاختبار العملي»، وواصل: «تجربتي كانت جيدة ورائعة حيث اكتسبت الكثير من الخبرات وزادت حصيلتي العلمية الطبية بشكل كبير جدا، رغم العقبات والصعوبات المتمثلة في الاختبارات نظرا لطول الأسئلة وضيق الوقت، أضف إلى ذلك المبالغ المالية التي يتم دفعها للتدرب على الأسئلة عبر الإنترنت، والتي لايتم تعويضها من قبل الملحقية، وشيء آخر خاص بحكم وجودي بكندا لم تكن لدي فرصة للحصول على خبرة العمل بأمريكا كباحث أو طبيب زائر ولو لفترة قصيرة للحصول على توصية من أطباء أمريكيين، وبعد اجتياز الاختبارات قدمت ملفي ل 100 جامعة في تخصص الباطنة، وحصلت على مقابلتين فقط، وتم قبولي في أحداها». ويضيف الدكتور محمد صادق سمنودي: «استغرقت سنة وشهرين للتحضير لاختبارات الزمالة الأمريكية، وحصلت على 3 مقابلات شخصية والشيء الذي كان يميزني عن غيري هو صغر سني بجانب دوراتي في أمريكا لمدة شهرين، حيث خضت التجربة في شهر أغسطس 2010 في مركز القلب في مدينة ديترويت الطبية، وفي شهر يناير 2014 في قسم الباطنة بمستشفى سويدش كونفينانت بشيكاغو، كما شاركت في 4 أبحاث تم نشرها في مجلات علمية محكمة معروفة عالميا، وذلك لم يتحقق سوى بفضل الله ثم بالإصرار لتجاوز العقبات، خاصة تلك التي تعني بعدد ساعات كل اختبار والتي لا تقل عن 8 ساعات، الأمر الذي لم أتعرض له أبدا في أيام دراستي، بجانب اضطراب وقتي وتشتته بسبب الحادث المروري لزوجتي وابني في أحد شوارع شيكاغو، والذي أدى إلى تعطيل مراجعاتي للمواد المطلوبة».