أكد عدد من الأطباء السعوديين الذين تم قبولهم دفعة واحدة هذا العام في برامج المطابقة الطبية الأمريكية (64 طبيبا وطبيبة)، من بين 25 ألف طبيب وطبيبة من مختلف أنحاء العالم، أن المبتعثين من الأطباء السعوديين على مستوى عال ومتميز من الكفاءة والمسؤولية. ونصح الأطباء الذين شاركتهم «عكاظ» فرحة قبولهم في برنامج «الماتش» الخاص بالمطابقة الطبية الأمريكية للعام 2013م، من خلال احتفال أقامته الملحقية السعودية في واشنطن بحضور أسرهم وزملائهم الخريجين حديثا أو الذين على وشك التخرج من كليات الطب في الجامعات السعودية بأن يعملوا على إنهاء اختباراتهم بأسرع ما يمكن للحاق بالفرص المتوفرة حاليا، مشيرين إلى أن أهم شيء يقوم به الطبيب قبل مجيئه إلى أمريكا هو العمل على تعزيز صورته بالنسبة للسيرة الذاتية (C V) وأن يركز على جانب الأبحاث تحديدا كونه في غاية الأهمية، بالإضافة إلى التحضير المسبق للاختبارات، لأن ذلك من شأنه أن يختصر فترة الابتعاث. بداية تحدث ل «عكاظ» الدكتور فهد العتيبي قائلا: «حضرت للولايات المتحدة في العام 2006م بعد تخرجي من جامعة الملك عبدالعزيز، وقمت فور وصولي بعمل المعادلة للرخصة الطبية وأنجزتها في فترة وجيزة والحمد لله، وكذلك التدريب في طب الباطنة بجامعة تافس في بوسطن». بعدها قبلت عن طريق الماتش في برامج المطابقة بجامعة جونز هوبكنز في تخصص الكلى، وسوف أنضم في يوليو من هذا العام إلى جونز هوبكنز في زمالة زراعة الأعضاء وتحديدا الكلى والبنكرياس. وبسؤاله عما إذا كان مثل هذا التخصص لزراعة الكلى والبنكرياس موجود في المملكة، قال «نعم موجود والشباب من الأطباء لديهم الكفاءة والإمكانيات العالية، وقد أخذ عدد الأطباء في التخصصات النادرة بالمملكة يتزايد يوما بعد آخر». ويؤكد الدكتور العتيبي أن المبتعثين من الأطباء السعوديين على مستوى عال ومتميز من الكفاءة والمسؤولية مثلهم مثل الأمريكيين، إن لم يكن بينهم من هو أفضل، وأنا لا أرى أي فرق بيني وبين الطبيب الأمريكي، وربما الفارق هو أن فرص قبولهم أفضل أحيانا من فرص قبولنا. ووجه الدكتور بدر عبدالله الصالح (تخصص أمراض الباطنة وتحديدا في المفاصل والروماتزم). رسالة للأطباء المتخرجين حديثا في المملكة والذين يودون الالتحاق ببرامج الابتعاث قائلا أنصح من يرغب في القدوم إلى هنا، بأن يعمل على إنهاء اختباراته في المملكة بأسرع ما يمكن للحاق بالفرص المتوفرة حاليا.. وربما أهم شيء يقوم به قبل مجيئه إلى هنا هو أن يعمل على تعزيز صورته بالنسبة للسيرة الذاتية له (C V) وأن يركز على جانب الأبحاث تحديدا كونه في غاية الأهمية، بالإضافة إلى التحضير المسبق للاختبارات فمن الممكن أن يستغل الوقت في المملكة قبل فترة الابتعاث بحيث يطلع على المواد والاختبارات والتي يمكن له أن يؤديها لأن ذلك سوف يختصر له المدة هنا». أما الدكتور ياسر ألفي الذي حضر للولايات المتحدة عام 2010 وتخصص في أمراض الباطنة، وسيبدأ برنامج الزمالة في جامعة جورج واشنطن، فيقول: «كنت أحضر لاختبارات المعادلة الأمريكية والتي تعد أساسية من أجل استكمال التدريب في الولاياتالمتحدة، كما أن هذه الفترة أتاحت لنا الفرصة لاكتساب الخبرة في عيادات ومستشفيات أمريكية مما ساعدنا في القبول ببرامج الزمالة». وعن نصيحته للأطباء السعوديين الذين مازالوا في السنوات الأخيرة بكليات الطب في المملكة، قال د. ألفي «عليهم أن يخططوا لمستقبلهم مبكرا في حال رغبتهم التوجه للولايات المتحدة وأن يبدأوا في دراسة اختبارات المعادلة أثناء وجودهم بالمملكة، لأن ذلك سوف يساعدهم في الحصول على درجات أعلى في الاختبارات باعتبارها من أهم العوامل التي تساعدهم على القبول في برنامج الزمالة». ويتواصل الحديث مع الدكتور جلال الزهراني الذي تخرج في جامعة الملك عبدالعزيز عام 2010 ثم التحق بجامعة طيبة معيدا في قسم الباطنة، حيث يقول: «تم ابتعاثي بعد 4 أشهر من العمل إلى الولاياتالمتحدة مطلع عام 2011م، وقمت بكل الاختبارات عن طريق مركز كابلان في شيكاغو خلال ما يقرب من 14 شهرا، إضافة إلى 4 أشهر أخرى عملت خلالها في المستشفيات الأمريكية لاكتساب الخبرة والحصول على توصيات طبية لمساعدتي في القبول، وبالفعل قبلت في جامعة جورج واشنطن كباحث في قسم الباطنة متخصص في القلب، وهذا البرنامج البحثي لمدة سنة كاملة نجري خلالها أبحاثا مع أطباء ونحضر لمحاضرات تتعلق بها، وخلال هذه السنة جاءتني مقابلات شخصية في كندا قمت بعمل أربعة منها في أكبر جامعات كندا مثل جامعتي تورنتو وويست إنتاريو». وأخيرا يرى الدكتور عبدالمحسن محمد سراج أحمدجي الذي حضر للولايات المتحدة عام 2010، أن جامعة يوتا التي يدرس بها تخصص الباطنة، من أفضل الجامعات الأمريكية، ولها ميزانية ضخمة لعمل الأبحاث، «وهذه من الأشياء التي شدتني لهذه الجامعة، فأنا عندي اهتمام خاص بالبحث وأحب أن اكتشف أشياء جديدة وأضيف للطب أكثر مما أطبق الشيء الموجود بالفعل منه، والجامعة ليس بها أجانب، وهذا سوف يوفر لي فرصة أكبر للاحتكاك بالمجتمع الأمريكي». وينصح الدكتور أحمدجي كل طالب طب بأن ينهي جميع اختباراته في المملكة قبل قدومه للولايات المتحدة. يذكر أن «عكاظ» نشرت في طبعتها الثالثة ليوم أمس الأحد تفاصيل الحفل الذي أقامته الملحقية الثقافية في واشنطن احتفاء بهذه المناسبة التي تؤكد على التوجه السليم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لإيجاد كفاءات سعودية في مختلف المجالات لتساهم في نهضة الوطن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن.